كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 206 """"""
آخر المدة ؛ ويقول في صدره عن يسرة نصف القائمة : ما مبلغه من الذهب كذا ، ومن الدراهم كذا ، ومن الغلات كذا ، ومن الأقصاب كذا ، ومن الأصناف كذا ، ومن الكراع كذا ؛ يفصل ذلك بسنيه ، ثم يأخذ في تفصيل كل مال بجهاته ، فيبدأ بمال الهلالي ، يذكر كل جهة ، واسم مستأجرها أو ضامنها ، واستقبال عقد إجارته أو تقريره ، ويوجب عليه في الشهر وفي السنة ، إلى أن يستوعب أبواب الهلالي ، ويشطب في مسودته التي ينظمها لنفسه قبالة كل جهةٍ ما استخرجه بمقتضى ختمات المستخرج ليقوم له ميزان كل جهة في الباقي والفائض ؛ ولا يلزمه هذا العمل في الحساب المرفوع منه ؛ فإذا انتهت أبواب الهلالى ذكر الجوالى واعتمد فيها كذلك ، ثم يذكر الخراجى ، ويفصله بأقلامه وجهاته مستقصىً واضحا جلياً ، ويعتمد من الشطب قبالة كل جهةٍ ما تقدم شرحه ؛ فإذا تحررت له جهات الأصول قال : وأضيف إلى ذلك ما وجبت إضافته ؛ ويعقد على المضاف جملة ، ويذكر أبوابه يبدأ فيها بالحاصل والباقي المساقين آخر العمل الذي قبله ، ويعقد عليهما جملة ، ثم يقول : الحاصل كذا ، والباقي كذا ؛ ويفصل ما أمكن تفصيله من الحاصل بسنيه ويفصل الباقي بجهاته وأسماء أربابه وسنيه وأسماء مباشريه إن أمكن ، ويشطب في مسودته قبالة كل اسم ما لعله استخرجه من عرض ما هو عليه كما تقدم ؛ ثم يذكر جهات مضاف السنة الحاضرة ، يبدأ بما هو مستقر من الأموال التي ترد في جهات المضاف ، ويشطب قبالة كل اسم ما تقدم بيانه ؛ ثم يذكر بعد ذلك ما لعله وصل إليه أو اعتد به : من الأموال والغلال على اختلافها ، وأثمان المبيعات والمواريث الحشرية والمجتذبات والجنايات والتأديبات والقروض والأصناف المبتاعة ، يستقصى أبواب المضاف على حسب ما ورد عنده منها في طول السنة بمقتضى ما ورد في الشواهد التي ذكرناها بحيث لا يخل بها بشيء .
ومن أبواب المضاف ما يضاف بالقلم - ولا أصل له ، بل يكمله الكاتب على نفسه في حسابه لينطرد نظيره إلى الباقي ، ويقوم به الميزان ، وهو نظير التقاوى والقروض ؛ وكتاب الشأم يفعلون ذلك دون كتاب الديار المصرية ، وهم على الصواب في إيراده ، لأن الكاتب إذا أورد نظير التقاوى والقروض انطرد له إلى الباقي نظير ذلك ، وصح ميزان العمل ، فإنه لا يمكن أن ينطرد إلى الباقي إلا بإضافة نظيره ، فإذا