كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 207 """"""
انطرد إلى الباقي وجب إيراده في المضاف في السنة الثانية وما بعدها إلى أن يستخرج ويحصل ؛ وكتاب مصر يقتصرون في ذلك على أعمال التقاوى والقروض ؛ والتحرير ما يورد كتاب الشأم في ذلك . ومن وجوه المضاف الغربية : المستعاد نظير المعاد ، مثال ذلك أن يكون المباشر أحال رب استحقاقٍ على ضامن جهةٍ بمبلغٍ بمقتضى وصولٍ أجراه واعتد به لضامن تلك الجهة ، واعتد على رب الاستحقاق بمبلغه ، وقطع الباقي والمتأخر بعده ، وصدر حسابه بذلك ، فأعيد عليه وصوله في أثناء السنة الثانية فمثل هذا تجب إضافته وإضافة نظيره ، فيكون خصم إضافته الأولى المعاد على الضامن ، وخصم الثانية الباقي المساق ، ويكمل لرب الاستحقاق نظير ذلك المبلغ في محاسبته - على ما يأتي بيانه في المحاسات ؛ فإذا استوعب ما ورد عنده من أبواب المضاف فذلك على ذلك فيقول : فذلك الأصل وما أضيف إليه ؛ ويعقد على الفذلكة جملةً ، ومعناها أن يضم ما عقد عليه الجملة في صدر الارتفاع إلى ما عقد عليه جملة المصاريف ، فتشتمل الفذلكة على الجملتين ، ويفصل ذلك عينا وغلة وأصنافا وكراعا على ما تقدم ، ويفصل ما هو متميز بسنة ؛ ويشرحه ؛ ثم يذكر الأبواب التي ترد بين الفذلكة واستقرار الجملة على اختلافها بحسب ما وقع عنده منها ، يبدأ بالصرف من نقدٍ إلى نقد ، والمبدل من صنفٍ إلى صنف ، والتنقل من سنة إلى سنة ، ومن كيلٍ إلى كيل ومن وزنٍ إلى وزن ، ومن عددٍ إلى وزن ، ومن وزنٍ إلى عدد ، ومن صفةٍ إلى صفة وما وقع من مبيع ومثمنٍ ونافقٍ ومستهلك ، وغير ذلك ؛ وقد جمع بعض فضلاء الكتاب جميع ذلك واختصره في لفظتين فقال : هو عبارة عن منقول ومعدوم ؛ وإذا نظرت إلى حقيقة هاتين اللفظتين وجدت جميع هذه الأبواب وإن كثرت مندرجة فيها ، كما أن جميع الكلام لا يتعدى أن يكون اسما أو فعلا أو حرفا ؛ فإذا انتهت هذه الأبواب قال : واستقرت الجملة بعد ذلك على . . . ويذكر ما استقرت عليه الجملة بمقتضى قيام ميزانه ، ويفصله بسنيه ، ثم يقول : استخرج من ذلك وتحصل . . . ويذكر المستخرج بمقتضى الختم ، فيشرح ما استقرت عليه جملة الختمة الأولى ، وما اشتملت عليه فذلكتها بعد وضع الحاصل من الجهة الثانية وما بعدها لئلا يتكرر عليه ؛ ويحصل بمقتضى الأعمال والتوالي