كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 21 """"""
وما عهدته - أدام الله سعادته - إلا وقد استراحت عواذله ، وعرى به أفراس الصبا ورواحله ؛ إلا أن يكون قد عاد إلى تلك اللجج ، ومرض قلبه فما على المريض حرج ؛ وأياً ما كان ففي فؤادي إليه سريرة شوقٍ لا أذيعها ولا أضيعها ، ونفسي أسيرة غلةٍ لا أطيقها بل أطيعها
وإني لمشتاق إليك وعاتبٌ . . . عليك ولكن عتبة لا أذيعها
والأخ النظام - أدام الله انتظام السعد ببقائه ، وأعداني على الوجد بلقائه - مخصوصٌ بالتحية إثر التحيه ، ووالهفى على تلك السجية السخيه ؛ وردت منها البابلى معتقا ، وظلت من أسر الهموم بلقائها معتقا
خلائق إما ماء مزنٍ بشهدة . . . أغادي بها أو ماء كرمٍ مصفقا
وقد اجتمعت آراء الجماعة على هجراني ، ونسوا كل عهدٍ غير عهد نسياني
وما كنتم تعرفون الجفا . . . فبالله ممن تعلمتم .
وكتب أيضاً : إن أخذ العبد - أطال الله بقاء المجلس وثبت رفعته وبسط بسطته ، ومكن قدرته ، وكبت حسدته - في وصف أشواقه إلى الأيام التي كانت قصارا وأعادت الأيام بعدها طوالا ، والليالي التي جمعت من أنوار وجهه شموساً ومن رغد العيش في داره ظلالا
وجدت اصطباري بعدهن سفاهةً . . . وأبصرت رشدي بعدهن ضلالا
الصفحة 21
224