كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 210 """"""
وإن انفصل الكاتب أثناء السنة لزمه أن ينظم لما مضى من السنة في مباشرته حسابا يسمونه بالشأم الملخص ، وبمصر التالي ، وهو نظير الارتفاع في نظمه ، إلا أنه يكون لما دون السنة ، والملخص عند المصريين هو الارتفاع ، ويلزم الكاتب المباشر بعده عمل ملخصٍ أو تالٍ يتلوه لما بقي من المدة ، ثم يعمل جامعةً على المخلصين أو التاليين ، وهما شاهداها ؛ ويستغنى الكاتب في إيراد المستخرج والمتحصل والمصروف عن الاستشهاد بالختم والتوالي والأعمال ، ويستشهد بهذين الملخصين فيقول : ما تضمنه ملخص مدة كذا وكذا كذا وما تضمنه ملخص مدة كذا وكذا كذا ؛ وقد تكون الملخصات أكثر من اثنين بحسب الاستبدال بالأعمال .
ومما يلزم الكاتب رفعه المحاسبات - وتختلف : فمنها محاسبة أرباب النقود الجيشية والمكيلات والجامكيات والجرايات ، وأرباب الوظائف والرواتب والصلات عما هو مستقر مشاهرةً أو مسانهة ؛ وهذه المحاسبة تنظم من الجريدة المبسوطة على أسمائهم ، المشتملة على كمية استحقاقهم ، المشطوبة بقبوضهم ؛ وصورة عملها أن يقول الكاتب : محاسبةٌ لأرباب النقد والمكيل والقرارات والجامكيات والرواتب والصلات بالمعاملة الفلانية لاستقبال مدة كذا ، وإلى آخر كذا ؛ ويعقد جملة صدرها على ما يستحق لهم في تلك المدة المعينة من عينٍ وغلة وأصناف ، ويضيف إلى تلك الجملة ما تأخر لهم إلى آخر المدة التي قبلها ، ويفذلك على ذلك ، ويقبضهم ما صرفه لهم بمقتضى ختم المدة وأعمالها وتواليها ، ويعتد عليهم بما لعله انساق فائضا على من قبض منهم زيادةً على استحقاقه في المدة التي قبلها ، ثم يطرد ما انساق لهم إلى متأخر ، وما انساق عليهم إلى فائض ، ثم يفصل ذلك بالأسماء ، فيضع الاسم ويذكره واستحقاقه في الشهر وعن المدة ، ويضيف إليه ما لعله تأخر له إن كان ، ويفذلك عليه ، ويخصم بقبضه ، ويسوق إلى متأخرٍ إن بقي له ، أو فائضٍ إن زاد قبضه على استحقاقه ؛ استحق له ما وجب له في المدة ، واعتد

الصفحة 210