كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 211 """"""
عليه بما انساق فائضا ؛ وما لعله صرفه له في تلك المدة يسوقه إلى متأخر أو فائض ، يفعل ذلك في جميع الأسماء .
وهذه المحاسبة إذا كان الكاتب مستمر المباشرة عملها لسنة ، وإن انفصل قبل استكمال السنة أو اقتراحها مقترحٌ عليه لزمه عملها ؛ والله أعلم .
ومنها محاسبات أرباب الأجر والاستعمالات ، ويعتمد الكاتب فيها نظير تلك ، إلا أنه لا يستحق لكل نفرٍ إلا بمقدار عمله ، ويضيف إليه ما لعله تأخر له ويفذلك عليه ، ويخصمه بالقبض والاعتداد بالمسلف إن كان ؛ وهذه المحاسبة على منوال تلك ، إلا أنها تعمل بمفردها .
ومما يلزم الكاتب رفعه ضريبة أصول الأموال ومضافاتها عن كل سنة كاملة ، يذكر فيها كل جهةٍ من جهات الهلالي ، واسم مستأجرها أو ضامنها ، ومبلغ إجارتها أو تقرير ضمانها مشاهرةً ومسانهة ، واستقبال العقد ، وتاريخ الحجة المكتتبة به ، ويشطب قبالتها أسماء كفلاء ضامن الجهة ؛ ويذكر الجوالي ويفصلها بالأسماء والملل ، ويفصل الخراجي بجهاته وأقلامه ، والأحكار بأسماء أربابها ؛ وإن كان بتلك المعاملة شيء من نواحي الخاص ذكر كل ناحية ، واسم رئيسها ، وحدودها وعدة فدنها الرومية والكادية والعاطلة ، وأسماء من بها من الفلاحين القرارية ، وما يبذره كل فدان من الشتوي والصيفي ، وريعه في الثلاث سنين المقبلة والمتوسطة والمجدبة ، وشروط المقاسمة ، وما على كل فدان من الحقوق والرسوم ، وما بها من المطلق ، وما فيها من جهات العين وما عليها من الخدم والضيافات ، وغير ذلك من معالمها بحيث لا يخل بشيء من جميع أحوال القرية ، بل يوضحها إيضاحا شافيا كافيا حتى يعلم الغائب عنها جلية أمرها كالحاضر فيها .

الصفحة 211