كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 214 """"""
وأما الناظر على ذلك - فيحتاج عند مباشرته إلى استرفاع ضرائب أصول الأموال ومضافاتها ، والمستأدى من الحقوق ، وضرائب بما استقر إطلاقه ، وأوراق الحاصل والباقي ، وأوراق الفائض والمتأخر ، وتقدير الارتفاع ، والكشوف الجيشية ، ويطالب بمخازيم المياومة لاستقبال مباشرته ، والختم والتوالي عند مضي المدة ، والأعمال وسائر الحسبانات المتقدم ذكرها في أوقاتها ، وما لعله يقترحه مما يسوغ اقتراحه ويمكن عمله ؛ والذي يلزمه الاجتهاد في عمارة نواحي الخاص ، وتمييز الجهات ونموها ، والنظر في أحوال المعاملات ، وإزاحة أعذارها ، وتقدير قواعدها ، واختبار من بها من المباشرين ، والكشف عن أحوالهم ، وكتب كل واحد منهم بما يلزمه مباشرةً وعملا ، ويتصفح ما يرد عليه من الحسبانات الصادرة عنهم ؛ وينظر فيما يتجدد من أحوال المعاملات وما يطرأ من الحوادث على اختلافها مما لا يحصره ضبط ، بل هو بحسب ما يقع ؛ وإنما جعلنا هذه الإشارات أنموذجا يستدل بها على ما بعدها ؛ ويقيد بخطه الاستدعاءات والإفراجات والمراسيم والتواقيع وغير ذلك مما جرت به العادة : من الكتابة بالمقابلة والثبوت والتمحية والاعتماد وغير ذلك .
وأما صاحب الديوان - فإنه يسترفع ما يسترفعه الناظر من المعالم خاصة ، وليس له أن يسترفع الارتفاعات ولا شواهدها ؛ فإن استرفعها لزمه من دركها ما يلزم المستوفي ؛ وهو يكتب على ما يكتب عليه الناظر ، وله زيادةٌ على ذلك : وهي الترجمة على التذاكر والاستدعاءات ، والكتابة على تواقيع المباشرين بأخذ خطوطهم عند استخدامهم ، والكتابة على محرراتهم بالتخليد ، والكتابة على تذاكر المخرج والمردود الصادرة عن مستوفي العمل بأن يجيب المباشرون عنها بما يسوغ

الصفحة 214