كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 22 """"""
وإن أخذ في ذكر ما ينطق به لسانه من ولاءٍ صريح ، ويعتقده جنانه من ثناءٍ فصيح
تعاطى منالا لا ينال بعزمه . . . وكل اعتزامٍ عن مداه طليح
ولكنه يعدل عن هذين إلى الدعاء بأن يبقيه الله للإسلام صدرا ، وفي سماء الملة بدرا ، وفي ظلمات الحوادث فجرا ؛ وأن يجمع الشمل بمجلسه وعراص الآمال مطلوله وسهام القرب على نحور البعد مدلوله ، وعقود النوى بيد اللقاء محلوله ؛ " وما ذلك على الله بعزيز " .
فقد يجمع الله الشتيتين بعد ما . . . يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
وما رمت به النوى مراميها ، ولا سلكت به الغربة مواميها ؛ إلا استنجد شوقه من الجفون هاميا ، واستدعى من الزفرة ما يعيد مسلكه من الجوانح داميا ، وصدر عن منهل الماء العذب النمير ظاميا ، وتعلل بالأماني في الاجتماع " وآخر ما يبقى الإياس الأمانيا " والسلوة أن الطريق بحمد الله أسفرت عن فضل اجتهاده ، وفضيلة جهاده ؛ ونصرة الإسلام ، وإعلاء الأعلام ؛ وخدمة المجلس الفلاني - أعز الله نصره ، وأسعد بها جده ، وبلغ بها قصده ، وأمضى في الكفر حده ؛ وأورى بها للإسلام قدحا ، وشرفت حديثا وشرحا ، وأجهدت الأعداء إثخانا

الصفحة 22