كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 23 """"""
وجرحا
وأبقى بها في جبهة الدهر أسطر . . . إذا ما انمحى خط الكواكب لا تمحى
إذا جاء نصر الله فالفتح بعده . . . وقد جاء نصر الله فليرقب الفتحا
فأما الخادم فيود ألا يزال لشرف محصلا ، ولتلك اليد الكريمة مقبلا ، وللغرة المتهللة كالصباح مستقبلا
محيا إذا حياك منه بنظرةٍ . . . فتحت به بابا من اللطف مقفلا
ويرى أن خير أوقاته ما كان فيه بالحاشية الفلانية مكاثرا ، وتحت ظلال ألويتها سائرا
فثم ترى معنى السعادة ظاهرا . . . وثم ترى حزب الهداية ظاهرا
والخادم يؤثر من المجلس المواصلة بالمراسم التي يعد أيامها من المواسم ، ويقابل بها أوجه المسار طلقة المباسم ؛ ويرتقبها ارتقاب الصوام للأهله ، والرواد لمواقع السحائب المنهله .
وكتب عن الملك الناصر صلاح الدين إلى تقي الدين بن عبد الملك :
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها . . . فلي بجنوب الغوطتين جنون
وما ذكرتها النفس إلا استفزني . . . إلى طيب ماء النيربين حنين
وقد كان شكى في الفراق مروعىفكيف أكون اليوم وهو يقين كم جهد ما تتسلى القلوب ، وتسرى الكروب ؛ لا سيما إذا كان الذي فارقته أعلق بالأكباد من خلبها ، وأقرب إلى القلوب من حجبها ؛ وهل يستروح إلا أن يفض ختام الدمع ، ويخترق حجاب السمع ، ويستغيث بسماء العيون ذات الرجع ،