كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 27 """"""
هبكم منعتم قربكم . . . ولبستم بعدا منوعا
أفتمنعون بكم ضلو . . . عا قد شفين بكم ولوعا
ما غايتي إلا الدمو . . . ع وأستقل لك الدموعا
وكتب أيضاً رحمه الله تعالى يتشوق :
فيا رب إن البين أنحت صروفه . . . علي وما لي من معينٍ فكن معي
على قرب عدالى وبعد أحبتي . . . وأمواه أجفاني ونيران أضلعي
هذه تحية القلب المعذب ، وسريرة الصبر المذبذب ، وظلامه عزم السلو المكذب ؛ أصدرتها إلى المجلس وقد وفدت في الحشى نارها ، الزفير أوارها ، والدموع شرارها ، والشوق أثارها وفي الفؤاد ثارها : لو زارني منكم خيالٌ هاجرٌ . . . لهدته في ظلماته أنوارها
أسفاً على أيام الاجتماع التي كانت مواسم لسرور الأسرار ، ومباسم لثغور الأوطار ؛ وتذكراً لأوقاتٍ عذب مذاقها ، وعذب فراقها ؛ وروحت بكرها ، وروعت ذكرها
والله ما نسيت نفسي حلاوتها . . . فكيف أذكر أني اليوم أذكرها
ومذ فارقت الجناب النوري - لا زال جنى جنابه نضيرا ، وسنا سنائه مستطيرا ؛ وملكه في الخافقين خافق الأعلام ، وعزه على الجديدين جديد الأيام ؛ لم أقف منه على كتاب يخلف سواد سطوره ما غسل الدمع من سواد ناظري ، ويقدم ببياض منظومه ومنثوره ما وزعه البين من سواد خاطري
ولم يبق في الأحشاء إلا صبابةٌ . . . من الصبر تجري في الدموع البوادر

الصفحة 27