كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 28 """"""
وأسأله المناب بشريف الجناب ، وأداء فرض ، تقبيل الأرض ؛ حيث تلتقي وفود الدنيا والآخره ، وتغمر البيوت العامرة المنن الغامره ؛ يظل الظل غير منسوخٍ بهجيره ، وينشر المجد بشخص لا تسمح الدنيا بنظيره
تظاهر في الدنيا بأشرف ظاهرٍ . . . فلم ير أنقى منه غير ضميره
كفاني عزاً أن أسمى بعبده . . . وحسبي هديا أن أسير بنوره
فأي أميرٍ ليس يشرف قدره . . . إذا ما دعاه صادقا بأميره
وإنني في السؤال بكتبه أن يوصلها ليوصل بها لدى تهانئ تملأ يدي ، ويودع به عندي مسرةً تقتدح في الشكر زندي
عهدتك ذا عهدٍ هو الورد نضرةً . . . وما هو مثل الورد في قصر العهد
وأنا أرتقب كتابه ارتقاب الهلال لتفطر عين عن الكرى صائمه ، وترد نفسٌ على موارد الماء حائمه .
وكتب أيضاً يتشوق :
لا عتب أخشاه لقطع كتابكم . . . واسمع فعذري بعده لا يعتب
مهما وجدتك في الضمير ممثلا . . . أبدا تناجيني إلى من أكتب
كتب عبد حضرة مولاه - حرس الله سموه ، وأدام مزيد علائه ونموه ، وقرن بالمسار رواحه وغدوه ، وكبت حاسده وأهلك عدوه - عن سلمة ما استثنى فيها الدهر إلا ألم فراقه ، وعافيةٍ موصولةٍ بمرض قلبٍ لا أرجو موعد إفراقه
لو لم يكن إنسان عيني سابحا . . . لخشيت حين بكيت من إغراقه
وعندي إليه وجدٌ يكلم الضلوع ، ويتكلم بألسنة الدموع ؛ والنفس قريبة استعبار ، لذكر أوقات السرور القصار ، وأنوارها التي يكاد سنا برقها يخطف