كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 29 """"""
الأبصار .
شهورٌ ينقضين وما شعرنا . . . بأنصاف لهن ولا سرار
إذا العيش غض ؟ وريق ، والمهج لم يتقسمها التفريق ، ولا سار منها إلى بلدٍ فريقٌ وبقي في بلدٍ فريق ، ولا سقاها كؤوس وجدٍ للجفون المترعة تريق
ثملت منها وما لي . . . سوى الغرام رحيق
وإلى الله الشكوى من شوقٍ في الصميم ، وصبرٍ راحلٍ وغرامٍ لا يريم ، كأنه غريم
زعموا أن من تباعد يسلو . . . لا ومحي العظام وهي رميم
ولقد استغرب وصول الرفاق وقد صفرت من كتابه الكريم عيابهم ، ولو زاره لعده تحفة الخصيص بالتخصيص ، وأدرك به بغية الحريص ، ورأى للدهر المذنب مزية التمحيص ، وصال به على نوائب الأيام المنتابة صولةً لا يجد عنها من محيص
وحسبتني لوصوله . . . يعقوب بشر بالقميص
هنالك يرتع في تلك الرياض التي غصونها أسطارها ، وشكلها أطيارها ، وألفاظها نوارها ، ومعانيها ثمارها ، وبلاغتها أنهارها ، وجزالتها تيارها
إذا أظلمت للنفس فيها ليلةٌ . . . قمر المعاني عندنا سمسارها