كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
ولقد وجد طعم الحياة لبعده مرا ، وقال بعده للذتي العين والقلب مرا
وها هو يرجو في غذٍ وعد يومه . . . لعل غدا يأبى لمنتظرٍ عذرا
وإلى الله سبحانه وتعالى يرغب أن يجعله بالسلامة مكنوفا ، وصرف الحدثان عن ساحته مكفوفا ، وعنان الصروف عن فنائه مصروفا ، ووفود الرجاء على أرجائه عكوفا ؛ وأن يمتع الوجه بوصفه الذي هو أشرف من كل وجهٍ موصوفا
من كان يشرك في علاك فإنني . . . وجهت وجهي نحوهن حنيفا
وقد كان ينتظر كتاباً يشرفه و يشنفه ، ويستخدمه على الأوامر ويصرفه ؛ ويجتني ثمر السرور غض المكاسر ويقتطفه ؛ فتأخر ولم يحدث له التأخير ظنا ، ولا صرفه عن أن يعتقد أن مولاه لا تحدث له الأيام بخلا بفضله ولا ضنا
لو تصرف السحب الغزاز عن الثرى . . . لما انصرفت عن طبعك الشيم الحسنى
وهو ينتظر من الأمر والنهي ما يكون عمله بحسبه ، ويثبت له عهد الخدام بنسبه
ومن عجبٍ أني أحن إليهم . . . وأسأل عنهم من أرى وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها . . . ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي .
وكتب أيضاً : كتبت والعبرات تمحو السطور ، ويوقد ماؤها نار الصدور ويهتك وجدا كان تحت الستور ، ويرسل من بين أضلعي نفس الموتور
قد ذكرنا عهودكم بعد ما طا . . . لت ليالٍ من بعدها وشهور
عجباً للقلوب كيف أطاقت . . . بعدكم ما القلوب إلا صخور

الصفحة 31