كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
وما وردت الماء إلا وجدت له على كبدي وقداً لا بردا ، ولا تعرضت لنفحات النسيم إلا أهدى إلي جهدا ، ولا زارني طيف الخيال إلا وجدني قد قطعت طريقه سهدا ، ولا خطف لي البارق الشامي إلا باراه قلبي خفوقا ووقدا
وأيسر ما نال مني الغلي . . . ل ألا أحس من الماء بردا
فسقى الله داره ما شربت من الغمام ، وأيامنا بها وبدور ليالي تلك الأيام تمام
ذم الليالي بعد منزلة اللوى . . . والعيش بعد أولئك الأقوام
وكان قد وصل منه كتابٌ كالطيف أو أقصر زورا ، وكالحب أو أظهر جورا ، والربيع أو أبهر نورا ، والنجم أو أعلى طورا ، والماء الزلال أو أبعد غورا ؛ فنثرت عليه قبلى ، وجعلت سطوره قبلي بل قبلى ، ووردت منه موردا
أهلاً به وعلى الإظماء أنشده . . . لو بل من غللى أبللت من عللى
إلا أنه - أبقاه الله - ما عززه بثان ، ولا آنس غريبه ، وإني وإياه غريبان
وكم ظل أو كم بات عندي كتابه . . . سمير ضميرٍ أو جنان جنان