كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
وأرغب إليه - لا زالت الرغبات إليه - ، وأسأله - لا خيم السؤال إلا لديه - ؛ أن يلاطف بكتابه قلبي ، ويمثل لي بمثاله أيام قربي
والله لولا أنني . . . أرجو اللقا لقضيت نحبي
هذا وما فارقتكم . . . لكنني فارقت قلبي .
وكتب جواب كتاب ورد عليه :
شكرت لدهري جمعه الدار مرةً . . . وتلك يدٌ عندي له لا أضيعها
وطلعة مولانا يطالع عبده . . . وكل ربوعٍ كان فيها ربوعها
فؤادٌ سقاه لا يعود غليله . . . وعينٌ رأته لا تفيض دموعها ورد على الخادم كتاب المجلس - أعلى الله سلطانه وأثبته ، وأرغم أنف عدوه وكبته ، وأصماه بسهام أسقامه وأصمته ؛ ولا أخلى الدنيا من وجوده ، كما لم يخل أهلها من جوده ، ولا عطل سماء المجد من صعوده ، كما لم يعطل أرضها من سعوده - وهو كتابٌ ثانٍ يثني إليه عنان الثناء ، ويصف لي حسن العهد على التناء ، ويستنهض الأدعية الصالحة في الأطراف والآناء ، ويبشر الخادم بأنه وإن كان بعيد الدار فإنه بمثابة المقيم في ذلك الفناء ، وأن هذه الخدمة التي أنعم الله عليه بها وثيقة الأساس على الدهر شامخة البناء ؛ فقام له قائما على قدمه ، وسجد في الطرس ممثلا سجود قلمه ، واسترعى الله العهد على أنه تعالى قد رعى ما أودعه في ذمة كرمه ؛ وصارت له نجران علاقة خيرٍ صرف إليها وجهه فكأنها قبله ، ودعا بنى الآمال إلى اعتقاد فضل مالكها فكأنما يدعوهم إلى مله ؛ والله يوزعه شكر هذا الافتقاد على البعاد ، ولا يخله من هذا الرأي الجميل الذي هو ملجأ الاستناد ؛ وعقد الإعتقاد ؛ والخادم لا ينفك متطلعا لأخبار المولى فترده مفضلةً ومجمله ، ومفصلةً ومجمله ؛ ويعرف منها ما يعرف به موقع اللطف بالمولى في أحواله ،

الصفحة 33