كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
شكوى التعطيل ؛ واكتحل من داء السهد بإثمدها ، وأدار على الأيام كأس مرقدها ، وأسمعته نغم النعم التي هي أعجب إلى النفس من نغمات معبدها ، وأطالت الوقوف عليها ركاب طرفه فما وقوف ركابه طرفة ببرقة ثهمدها ؛ وضرع إلى من يشفع وسائل المتضرعين ، ويملأ مواقع آمال المتوقعين ؛ أن يغل عنه كل يدٍ للخطوب بسيطه ، ويفك به كل ربقةٍ للأيام بأعناق بنيها محيطه .
ومن آخر : رفع الله عماد الإسلام ببقاء المجلس ، وبسط ظله على الخلق ، وملك يده الكريمة قصب السبق ، وجمع بتدبيره بين ناصيتي الغرب والشرق ؛ وألف لقدرته طاعتي الجهر والسر ، وصرف بعزمته زمامي النهي والأمر ، وأحرز لجده مسرتي الأجر والنصر ، وقط بفتكته شوكتي النفاق والكفر - وردت على المملوك مكاتبةٌ كريمةٌ رفعها حيث ترفع العمائم ، ومد اليد إليها كما تمد إلى الغمائم ؛ وفضها ، بعد أن قضى باللثم فرضها ، واستمطرت نفسه سماءها فأرضت أرضها ؛ وكاد المملوك يتأملها لولا أن دمع الناظر إلى العين سبقه ، على أنه دمعٌ قد تلون بتلون الأيام في فراقه ، فلو فاض لعصفر الكتاب وخلقه ؛ فلا أعدمه الله المولى حاضرا وغائبا ، ومشارفها ومكاتبا ، وأحله في جانب السعادة ويعز على المملوك أن يحل من مولاه جانبا .