كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
وخواطر الصنائع ودا ؛ وحط الأمل بربعي رحله ، وأنبت الربيع بفنائي بقله ؛ ولبست من الإقبال أشرف خلعه ، ووردت من القبول أغزر شرعه ، وانتجعت من رياض الرجاء أرجى نجعه .
وقال أيضاً من آخر : هذا من عفو الخواطر ، فكيف إذا استدعى المجلس خطية خطه فجاءت تعسل ، وحشد حشود بلاغته فأتت من كل حدبٍ تنسل .
ومن آخر : ورتع في رياض بلاغته التي لم يقتطفهن من قبله غارس ولا جان ، واجتلى الحور المقصورات في الطروس التي لم يطمثهن إنسٌ قبله ولا جان ؛ وغني بتلك المحاسن غنىً خيرا من المال ، واعتقد فيها كنوزا إذا شاء أنفق منها الجمل ، وإذا شاء أمسك منها الجمال . وقال أيضاً : كتابٌ اشتمل على بديع المعاني وباهرها ، وزخرت بحار الفضل إلا أنني ما تعبت في استخراج جواهرها ؛ بل سبحت حتى تناولتها ، وجنحت إلي فما حاولتها ؛ واقتيست من محاسن أوصافه ، وبدائع أصنافه ؛ نكتا استقلت أجسادها بالأرواح ، وزهيت جيادها بما فيها من الغرر والأوضاح ؛ فيا لله من بدائع وروائع ، ولطائف وطرائف فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وما يقرط الأسماع ويقرط الألسن ؛ فكأنه طرف طرفٍ صوبه مدرار ، وعلم علم منصوبٌ في رأسه نار ؛ صحح السحر وإن كان ظنا ، وفضح الدر إذ كان أبرع معنى ، وأسنى حسنا ،

الصفحة 38