كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 40 """"""
واستأخرتا ؛ وكدت أرشف نفسه لأنقله إلى سويداه ، لولا أن سواد العين قال : أنا أحوج إلى الاستمداد من هداه .
ومن كلامه رحمه الله تعالى ما ركب نصف قرائنه على نصف بيت نحو قوله :
وصل كتاب مولاي بعد ما . . . أصات المنادى للصلاة فأعتما
فلما استقر لدي ، " تجلى الذي من جانب البدر أظلما " فقرأته ، " بعينٍ إذا استمطرتها أمطرت دما " وسألته ، " فساءلت مصروفا عن النطق أعجما " ولم يرد جوابا ، " وماذا عليه لو أجاب المتيما " ورددته قراءة ، " فعوجلت دون الحلم أن أتحلما " وحفظته ، " كما يحفظ الحر الحديث المكتما " وكررته ، " فمن حيثما واجهته قد تبسما " وقبلته ، " فقبلت درا في العقود منظما " وقمت له ، " فكنت بمفروض المحبة قيما " وأخلصت لكاتبه ، " وليس على حكم الحوادث محكما " ولم أصدفه ، " ولكنه قد خالط اللحم والدما " وأزخت وصوله ، " فكان لأيام المواسم موسما " وداويت عليل " حشا ضر ما فيه من النار ضرما " وشفيت غليل " فؤادٍ أمنيه وقد بلغ الظما " فأما تلك الأيام التي " حماها من اللوم المقام على الحمى " والليالي العذاب التي " ملأن نحور الليل بيضا وأنجما " فإني لأذكرها ، " بصبرٍ كما قد صرمت قد تصرما " وأرسل الزفره " فلو صافحت رضوى لرض وهدما " وأرسل العبره ، " كما أنشأ الأفق السحاب مديما " وأخطب السلوه ، " فأسأل