كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
معدوما وأقفل معدما " فأما الشكر فإنما " أفض به مسكا عليك مختما " وأقوم منه بفرض " أراني به دون البرية أقوما " وأوفى واجب قرض ، " وكيف توفى الأرض قرضا من السما " . وقال أيضاً : وصل كتاب الحضرة بعد أن عددت الليالي لطلوع صديعه " وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا " ، وبعد أن انتظرت القيظ والشتاء لفصل ربيعه " فما للنوى ترمى بليلى المراميا " واستروحت إلى نسيم سحره ، " إذا الصيف ألقى في الديار المراسيا " ومددت يدي لاقتطاف ثمره ، " فلله ما أحلى وأحمى المجانيا " ووقفت على شكواه من زمانه ، " فبت لشكواه من الدهر شاكيا " وعجبت لعمى الحظ عن مكانه " وقد جمع الرحمن فيه المعانيا " وتوقعت له دولةً يعلو بها الفضل " إذا هز من تلك اليراع عواليا " ورتبةً يرتقى صهوتها بحكم العدل " فرب مراق يعتدون مهاويا " وإلى الله أرغب في إطلاع سعوده ، " زواهر في أفق المعالي زواهيا " وفي إنهاض عثرات جدوده ، " فقد أعثرت بعد النهوض المعاليا " .
وقال أيضاً : وصل من الحضرة
كتابٌ به ماء الحياة ونقعة ال . . . حيا فكأني إذ ظفرت به الخضر
وقفت عبدها منه على
عقودٍ هي الدر الذي أنت بحره . . . وذلك ما لا يدعى مثله البحر

الصفحة 41