كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 42 """"""
ورتعت منه في
رياض يدٍ تجنى وعينٍ وخاطرٍ . . . تسابق فيها النور والزهر والثمر
وكرعت منه في حياضٍ
تسر مجانيها إذا ما جنى الظما . . . وتروي مجاريها إذا بخل القطر
وما زلت منه أنشد
كأني سارٍ قي سريرة ليلةٍ . . . فلما بدا كبرت إذ طلع الفجر
ووافى على ما كنت أعهد
فخلت بأن العين من سحب كفه . . . فمن ذى ومن ذى فيه ينتثر الدر
وأسترجع فائت الدنيا من مورده
وما كان عندي بعد ذنب فراقه . . . بأني أرى يوما به يعد الدهر
ونفس عن النفس بأبيض ثماده ، وعن العين بأسود إثمده
به لهما سبحٌ طويلٌ فهذه . . . على خاطرٍ بردٌ وفي خطرٍ بدر
وجدد إليه أشواقا جديدها
يمر به ثوب الجديدين دائما . . . فيبلى ولا تبلى وإن بلى الدهر
وذكر أياما لا يزال يستعيدها
وهيهات أن يأتي من الدهر فائتٌ . . . فدع عنك هذا الأمر قد قضي الأمر .
وكلام القاضي الفاضل - رحمه الله - كثيرٌ ، بأيدي الناس منه عدة مجلدات ، أخبرني من أثق بقوله من القضاة الحكام الأعيان أنه يزيد على خمسين