كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 43 """"""
مجلدا قد جمعت ، أما ما لم يجمعه الناس فكثير جدا ؛ وقد نقل بعض من أرخ ، أنه وجد للقاضي الفاضل مسودات كتب صدرت عنه وأجوبةٍ تزيد إذا جمعت على مائة مجلد ، ولا يحتمل الحال أن نورد له أكثر مما أوردناه ، ورسائله المختارة كثيرةٌ قد يكون فيها أجود مما اخترناه ونحوه ، وإنما أوردنا له ما حضر في هذا الوقت ، إذ لم يمكن البحث عن كلامه والاستقصاء ، وإن كان كل رسائله مختارةً رحمه الله .
ذكر شيء من رسائل الشيخ الإمام الفاضل ضياء الدين أبي العباس أحمد ابن الشيخ الإمام العابد القدوة أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف بن عمر بن عبد المنعم الأنصاري القرطبي رحمه الله
، - وكانت وفاته بقنا من أعمال قوص في سنة اثنتين وسبعين وستمائة - كتب إلى شيخنا الإمام العلامة تقي الدين محمد ابن الشيخ الإمام الحبر مجد الدين أبي الحسن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد رحمهم الله تعالى : تخدم المجلس العالي صفاتٌ يقف الفضل عندها ، ويقفو الشرف مجدها ، وتلتزم المعالي حمدها ؛ وسماتٌ يبتسم ثغر الرياسة منها ، وتروى أحاديث السيادة عنها ؛ الصدري الرئيسي المفيدي ؛ معانٍ استحقها بالتمييز ، واستوجبها بالتبريز ، وسبكته الإمامة لها فألفته خالص الإبريز ؛ ومعالٍ أقرته في سويدائها ، وأطلعته في سمائها ، وألبسته أفضل صفاتها وأشرف أسمائها ؛ العلامى الفاضل التقوى ؛ نسبٌ اختص به اختصاص التشريف ، لا تعريفا له فالشمس تستغنى عن التعريف ؛ لا زالت إمامته كافلةً بصون الشرائع ، واردة من دين الله وكفالة أمة رسول الله