كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 47 """"""
فجاءها توقيع التفضيل على الإطلاق
أبن لي معزاها أخا الفهم إنها . . . إلى الفضل تعزى أم إلى المجد تنسب
هي الشمس إلا أن فكرك مشرقٌ . . . لإبدائها عندي وصدري مغرب وقد أبدعت في فضلها وبديعها . . . فجاءت إلينا وهي عنقاء مغرب
فأعرب عن كل المعاني فصيحها . . . بما عجزت عنه نزارٌ ويعرب
ومذ أشرقت قبل التناهي بأوجها . . . عفا في سناها بدر تم ؟ كوكب
تناهت علاءً والشباب رداؤها . . . فما ظنكم بالفضل والرأس أشيب
لئن كان ثغري بالفصاحة باسما . . . فثغرك بسام الفصاحة أشنب
وإن ناسبتني بالمجاز بلاغةٌ . . . فأنت إليها بالحقيقة أنسب
ومذ وردت سمعي وقلبي فإنها . . . لتؤكل حسنا بالضمير وتشرب
وإني لأشدو في الورى بثنائها . . . كما ناح في الغصن الحمام المطرب
وتشهد أبناء البيان إذا انتدوا . . . بأني من قس الإيادي أخطب
وإني لتدنيني إلى المجد عصبةٌ . . . كرامٌ حوتهم أول الدهر يثرب
وإني إذا خان الزمان وفاءه . . . وفي ؟ على الضراء حر ؟ مجرب
إباء أبت نفسي سواه وشيمة . . . قضى لي بها في المجد أصلٌ مهذب
ونفسٌ أبت إلا اهتزازا إلى العلا . . . كما اهتز يوم الروع رمح ومقضب
ولي نسبٌ في الأكرمين تعرفت . . . إليه المعالي فهو ريان مخصب
نمته أصول في العلاء أصيلةٌ . . . لها المجد خدنٌ والسيادة مركب
تلاقى عليه المطعمون تكرما . . . إذا احمر أفقٌ بالمجرة مجدب

الصفحة 47