كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 51 """"""
العلم علم محمد وكفى به . . . وعلي ؟ الباب المبلغ فاعلم
ما كنت أول محجمٍ عن موردٍ . . . عذبت موارده لقرنٍ محجم
سابقت سباقا شأوت بيانهم . . . ببديع نثرٍ أو بليغ منظم
وسقيت بالكأس الكبيرة منهما . . . لما سقوا بالأصغر المتثلم
حتى إذا سابقته وهو ابن بح . . . ر أو أبو بحرٍ إليه ينتمي
طارت فضائله إلى عليائها . . . بجناح فتخاء ونسرٍ قشعم
وسما به العلم الأجل محله . . . حتى توقل في المحل الأعظم
ومشى حضارا فانثنيت مقصرا . . . أتجول خيلى في مقر الهيثم لا عار إن عضلت بدائه فكرتي . . . بابن المقفع أو بنجل الأهتم
يا أعلم الفضلاء لست مقاولا . . . فصحى بناتك باللسان الأعجم
لو حاولت فكري مساواةً لها . . . يوما لجاءت بالغراب الأعصم
أقتصر فللبيان سفي بحر فضائله سبحٌ طويل ، وللسعي في غاياته معرسٌ ومقيل ، وللمحامد ببثينة محاسنه صبابة جميل ، وإني وإن كنت كثير عزة وده ، إلا أني في حلبة الفضل لست من فرسان ذلك الرعيل ؛ لا سيما وقد وردت مشرع ألفاظه التي راقت معانيها ، ورقت حواشيها ، وأدنت ثمرات الفضل من يمين جانيها ؛ فجاءت

الصفحة 51