كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
الصلح ، فلما جاء الرسول بذلك ظهر للناس خلاف ما ظنوه - :
لأمرك أمر الله بالنجح عاضد . . . فصل آمرا فالدهر سيفٌ ساعد
وقل ما اقتضت علياك فالعز قائمٌ . . . بأمرك والمجد المؤثل قاعد
ونم وادعا فالجد يقظان حارس . . . لمجدك والعادي لبأسك راقد
فما تبرم الأيام ما الله ناقض . . . ولا تنقض الأيام ما الله عاقد
وقد برزت بكر المكارم والعلا . . . وفي جيدها من راحتيك قلائد
فحفت بها الأملاك وهي مواهب . . . وسارت بها الركبان وهي محامد
وزفت لها النعماء وهي مصادر . . . رفعنا لها الأمداح وهي موارد
فنثرها الإحسان وهي لآلىء . . . ونظمها الإفضال وهي فرائد
فلا زلت محروس العلا يا ابن صاعدٍ . . . وجدك في أفق السيادة صاعد
تسر بك الدنيا ويبتهج الورى . . . وتستوكف النعمى وتحوى المقاصد ورد كتابٌ كريم ، ونبأٌ عظيم ؛ لم تجر ينبوعه جياد الأقلام ، ولم تجد بنوئه عهاد الأيام ، ولم تظفر بمثله أعياد الإسلام ؛ فتلي على عذبات المنابر ، وجلي على آماق الأبصار وأحداق البصائر ؛ وكانت بشراه البكر العوان ، لما ابتدأت به من البشارة ولما تلده من البشائر ، وطليعة المسار التي واجهت الآمال ووجه السعد سافر ، ومقدمة الأمن التي لا يسر بها إلا مؤمن ولا يساء بها إلا كافر ؛ وتحية الله التي أحيت قلوب العباد ، ومنة الله التي سكنت لها السيوف في الأغماد ، ونعمة الله التي عمت كل حاضر وباد ؛ ورحمة الله التي رحم بها هذه الأمة وما زال بالمؤمنين رحيما ، وفضل الله على هذه الملة وكان فضل الله عليها عظيما ؛ وسعادةً سارت بها الأيام إلى المقام المعزى بين الخبب والتقريب ، ومركب عز ؟ قدمته عناية الله تقدمة الجنيب ، وكتاباً عنايته هذا عطاء الله ، وعنوانه " نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ " ، وسلمٌ جلل وجه الإسلام