كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
برد لباسه القشيب ، وسلامةٌ جنت يمين الإيمان ثمر غصنها الرطيب ، وعز ؟ ألبس الملك خلع شبابه بعد ما خلع غبار الوقائع عليه رداء المشيب ، وشمس سعادةٍ منذ طلعت في أفقها لم تجنح للمغيب ، ولطفٌ خفى قعد له كل حمدٍ وقام به كل خطيب ، ومملكة تسمعها الأيام : قفا نضحك بمسار الإنعام لا قفا نبك من ذكرى حبيب ، وغنيمة باردة حازتها يد الملك ولسان السنان غير ناطق وكف السيف غير خضيب
بتسديد رأىٍ لو رأته أميةٌ . . . لما احتفلت يوما بقتل شبيب
إلى غير ذلك من فكرةٍ صاحبيةٍ شرفيةٍ سكن الملك تحت ظلالها ونام ، وقعد بأمرها وقام ؛ وتحركت لها العزائم ، وسكنت لها الصوارم ، واستنزلت العصم وذعرت العواصم ، وهممٍ إذا سمت سامت السماء وإذا همت أهمت الغمائم ، وعز ؟ تحت ظل ظلاله الشرف مقيم وفي خدمته المجد قائم ، وعزمٍ استيقظ له جفن النصر والسيف في جفنه نائم ، وسيف حزم على عاتق الملك منه نجادٌ وفي يد جبار السموات منه قائم ؛ وآراءٍ استفتح عقائلها فأنجبت ، ورمى غرض إصابتها فأكثبت ، أي أصابت وأعمل رائدها فاستيقظت له الهمم والأنام نيام ، وجلس في صدور رياستها والعالمون قيام ، وتدبير أحكم بإبرام النقض ونقض الإبرام ، وذعر به رابض الأسد وآنس به نافر الآرام ؛ وأجال به خيله في مساري الأرقم ، ومقر الهيثم ، وأمضاه في مضايق خطبه فأغناه عن سن السنان وشفة اللهذم ؛ هذا

الصفحة 54