كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
غبار كأنما لبس ثوبا من خالص النضار
عتاق لو جرت والريح شأوا . . . لفاتته وأوثقه إسار
غدت ولها حجول من لجينٍ . . . وراحت وهي من علقٍ نضار
وكل أدهم كريم النجار ، غذي اللبان الغزار ، كأنما فصلت ثيابه من سواد الليل وصيغت حجوله من بياض النهار
بأغر يبتسم الصباح بوجهه . . . حسنا ويسفر عن محياً مسفر
خلع الظلام عليه فضل ردائه . . . وثنى من التحجيل ثوب مقصر
وكل أشهب أفرغ في قالب الكمال ، وجيهي الأب أعوجى الخال ، إن مشى ضاق بزهوه فسيح المجال ، وإن سعى رأيت البرق ملجما بالثريا مسرجا بالهلال ، كأنما انتعل خد الجنوب واشتمل بثوب الشمال من الجياد التي لم تبد في رهج . . . إلا أرتك بياض الصبح في غسق
ولا جرين مع النكباء في طلقٍ . . . إلا احتقرت التماع البرق في الأفق
وكل مطهم إن ركض قلق السماط لركضه ، وخلت بعضه منفصلا عن بعضه وإن مشى رأيت الطود في سمائه والرياح في أرضه ؛ وإن خطا ظننته يرتع في روض المجرة ويكرع في حوض الغمام ، وخلته الأشم من ابنى شمام ، همه جهة الأمام

الصفحة 56