كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 58 """"""
دياجي الرهج ، إنما هي البحر ولا حرج
إذا ما مشوا في السابغات حسبتهم . . . سيولا وقد سالت بهن الأباطح
وكل أبيض هندي ؟ ألفت من الملح أبعاضه ، البرد جسمه والبرق إباضه ؛ المفارق مغاربه والأجفان مطالعه ، والأنفس موارده والمنايا منابعه ؛ لو أثمر لأنبت رؤوسا ولو تفجر لسال نفوسا ، ولو تكشف صافى حديده لرأيت فيه عبوسا
سليل النار دق ورق حتى . . . كأن أباه أورثه السلالا
ودبت فوقه حمر المنايا . . . ولكن بعد ما مسخت نمالا
وكل أسمر إذا انتحى فهو صاحٍ وإذا انثنى فهو نشوان ، وإذا ورد دم القلب فهو ظمآن القناة ريان السنان ؛ إذا خطب النواصي وخط ، وإذا كتبت المواضي نقط ؛ وإذا قصرت يد القرن طال ، وإذا صليت نار الحرب العوالي صال
توهم كل سابغةٍ غديرا . . . فرنق يشرب الحلق الدخالا
وكل صفراء رقشاء الأديم ، كأنها أرقم الصريم ؛ لها فلكٌ بالرزية دائر ، وسهمٌ بالمنية طائر ، إن ركب فهو مقيم وإن نزل فهو سائر ؛ مع عزائم بنت على الدولة سورا ، وجعلت بينها وبين الذين لا يؤمنون بالدولة المعزية حجابا مستورا ؛ على أنها غنيمةٌ لم تحتج إلى الإيحاف والإيضاع ، وطلبةٌ ألفاها على طرف

الصفحة 58