كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 64 """"""
وكتب إلى قاضي القضاة تاج الدين بن خلف : يخدم الجناب التاجي - أدام الله شرف الملة ببقائه ، وأعلى كلمة الأمة بعلائه وأجرى ألسنة الأقلام بثنائه ، ورفع ألوية أوليائه بولائه - وينهي ورود مشرفته التي تجلت في سماء السيادة حسنا ، وسهلت لفظا وجزلت معنى ، وغدا لسان الإحسان عليها يثنى ، وعنان الفضائل إليها يثنى ؛ وقد أخذت برقاب المعاني ، وأطربت إطراب المثاني ، وبعثت روح الحياة إلى روح الأماني ، وثنت إلى فضلها الأول عنان الثاني
فحى هلا بالمكرمات وبالعلا . . . وحى هلا بالفضل والسؤدد المحض
لا جرم أن المملوك سجد لله ثم لجلالة ذلك الاستغفار ، وقبول كلمات الاعتذار ؛ وعلم أن مولانا لبس حلة التواضع لتمام شرف الاصطناع ، وليجوز أقسام السيادة بالصدر الرحب والخلق الوساع
سجية نفسٍ شرف الله مجدها . . . بما شاء من فضل لديها ومن حلم
وسؤدد آباء وكسب سيادة . . . تضم إلى عز العلا شرف العلم
هذا مع إساءتنا التي تسود وجوه الأمل ، ويقضي كفرها - لولا إيمان مولانا بإحباط العمل ، على أنها ملازمة المعلولات للعلل
وما كنت جاني فتنةٍ غير أنها . . . إذا وقعت أردت مسيئاً ومحسنا
ولو رشقتني مصميات سهامها . . . لألفت لها حكما من الله بينا
وإن جلال الله يشهد أنني . . . بذلت من الوسع الذي كان ممكنا
وحذرت حتى لم أجد متحرزا . . . وأسمعت لكن لم أجد ثم أذنا
وكانت صعابٌ تقتضيها مشيئةٌ . . . وهل لقضاء الله رد ؟ إذا دنا