كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
وأما إشارة مولانا إلى الحاجب الذي هو لمولانا أشرف من حاجب بن زراره بما أودعه أثناء تلك الكلم من لطيف الإشارة وشريف العباره ؛ فجزاء مولانا على الله في جبره لقلب المملوك المنصدع ، وصلة أمله المنقطع .
وكتب إلى الصاحب قاضي القضاة بدر الدين السنجاري - وهو يوم ذلك متولى الحكم والوزارة بالديار المصرية : لا زال الإسلام يستضيء ببدره ، والإيمان يأرز إلى صدره ، والشرف يتضاءل عند قدر جلالته وجلالة قدره ، والآمال والآجال مصرفةً بين بسطة نعمته وسطوة قهره ، هذه على ذكره وهذه على شكره ، والمكارم والمحامد تتعلق وتتألق هذه بنشره وهذه ببشره ، والعزم والرأي إذا فل أو فال استغاث واستضاء هذا بنصره وهذا بفكره
ولا غرو أن تثني الوزارة جيدها . . . إلى ناظمٍ في جيدها عقد فخره
إلى أحوذي الرأي إن ناب معضلٌ . . . أراك جلى الأمر إيحاء سره
إذا استغزر الذهن الذكي تضاءلت . . . له فكرتا قيس الذكاء وعمره
فيطلع رأيا واضحا من سداده . . . كما انشق برد الليل عن ضوء فجره
إلى سؤدد أجرت معاليه خيله . . . سوابق غراً في بهيمات دهره
وكم سابقٍ أجرى إلى غاية العلا . . . ولكن طوى سبقا ملاءة حضره

الصفحة 65