كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 67 """"""
رفع الله قدر الجناب الصاحبي التاجي في شرف الأقدار ، وأجرى بإرادته وسعادته سوابق الأقدار ، وألبسه حلية الشرف التي هي على رأس رياسته تاجٌ وفي معصم سيادته سوار ، وأمضى عزائم آرائه التي إذا سطت يوم البأس نفذت نفوذ السهم ومضت مضاء الغرار ، وإذا سرت في ليل الخطب هدت هداية النجم ووضحت وضوح النهار ، وأرضى همته التي إذا همت أغنت عن الأبيض المرهف والأسمر الخطار ، وإذا أمت شأت ناصية الحنفاء وبذت قاصية الخطار ؛ وأرهف أقلامه التي إذا أجراها أثبتت خال النقس ، في وجنة الطرس ، وطرزت بالظلماء أردية الشمس ؛ وإذا هزها أنست هز العوامل ، وأصابت من الأمر الكلى والمفاصل ، وإذا أمضاها لنعمة أو لنقمة فللجاني لعاب الأفاعي القواتل ، وللعافي أرى الجنى اشتارته أيدٍ عواسل ؛ ولا زال ربعه مربعا للجلال ومصيفا ، ومرتعا لسوام الآمال وخريفا ، ومشرعا وارد الظلال وريفا ؛ وحرما آمنا تجبى إليه ثمرات الحمد وتجنى منه ثمرات الرفد ، وتقف المعالي عليه وقوف مطايا الشوق بالعلم الفرد ؛ فإنه الربع الذي وقفت به الآمال وقوف غيلان بدارميه ، وعكفت عليه المحامد عكوف توبة على حب الأخيلية ؛ والجناب الذي فاءت ظلاله وفاضت مواهبه