كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 68 """"""
ومارت مذانبه ، وجادت سحائبه ، وجلت شيمه وتجلت غياهبه ؛ في روض المعالي الذي فاحت نسائمه ، وناحت حمائمه ، ومنشإ المجد حيث شاب فأرخيت ذوائبه وشب فقطعت تمائمه ، وبيت الرياسة الذي إذا دنوت حباك بإكرامه وإذا نأيت حيتك مكارمه ، وصدر السيادة الذي خضعت له الأعناق هيبة لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
ولا زال بدرا في سماء سيادة . . . يشار إليه في الورى بالأنامل
بسيط مساعي المجد يركب نجده . . . من الشرف الأعلى وبذل الفواضل
إذا سيل أغنى السامعين جوابه . . . وإن قال لم يترك مقالا لقائل
محدد أيام الحياة فكلها . . . لطالب علم أو لقاصد نائل
وينهى ولاء مخبوءا بسويداء قلبه ، موضوعا بين شغافه وخلبه ؛ وثناءً مسموعا في محافل الأنام ، معلنا في صحائف الحمد بألسنة الأقلام ، جديدا على ذهاب الليالي واختلاف الأيام ؛ ودعاءً سابق أراعيل الرياح ، ووضحت أنوار إجابته وضوح الصباح ، وطار إلى ملإ القبول بقادمة كقادمة الجناح ؛ وتحية إذا واجهت وجه الجهام أمطر ، وإذا هزت أعطاف الكهام أثر ؛ أرق من النسيم السحري ، وأعطر من العنبر الشحري ؛ وأصفى من ماء المناقع ، وأحلى من جنى النحل ممزوجا بماء الوقائع يرى ذلك في شرع المروءة واضحا واجبا . . . ؛ تحية من أولى النعمة فشكرها وعرف العارفة وما أنكرها ، وآمن بيده البيضاء من غير سوء ومذ آمن بها ما كفرها ؛ كيف لا وقد امتزج بحبها لحمه ودمه ، وسبح بحمدها قلمه وفمه ، وجرت شيم حمده على أعرق جيادها والخير من سبقت به إلى شكر المنعم شيمه ؛ لا سيما