كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
وقد جنى الطيب من ثمارها ، وورد العذب من أنهارها ؛ فلا أعدم الله مولانا صنائع الإحسان الذي انعقدت عليه كلمة الإجماع ، وأنشده لسان المحامد عن شرف الاصطناع
فلو صورت نفسك لم تزدها . . . على ما فيك من كرم الطباع
ولا زال اللطف صدى صوته إذا دعا ، والنجح قرين مساعيه أنى سعى ، وحاكم الفضل يصدق دعواه حوز كل فضيلة كيف ادعى ؛ حضر المملوك مهنئا نفسه بهنائه ، وساعيا في خدمته سعى الأجدل في هوائه ، والنجم في سمائه ؛ من ملازمة وجهه الذي ألقى الله عليه محبةً منه فاستنار ، واكتسى حلة الحياء فألبسته حلة الوقار ؛ واجتلته المقل فرأت رونق الخفر عليه باديا ، وائتمت به الهداة فألفته نجما في سماء السيادة هاديا ؛ وقالت الأماني في ظله فأنشأ جوده قائلا :
نزلت على آل المهلب شاتيا ورأيته والناس مومئون من ليث عليه مهابة فكانوا الكروان أبصرن بازيا ؛ أبهة الجلاله ، وجلالة الأصاله ؛ وأصالة الشرف ، وشرف الفضل الأنف ، ورياسةٌ ورثها خير سلفٍ لخير خلف ، وشيمٌ علمته في المعالي كيف تؤكل الكتف ؛ فصادف ركابه العالي قد استقل ، وحل من دارة العز حيث حل ؛ فأقام رجاء أن يعاين أسرة جبينه ، ويقبله كتقبيل الندى في يمينه ؛ وحين جنحت الشمس إلى مستقر الأنوار وطوى الفلك بيد القدرة رداء النهار ؛ وأشرف اليوم من خشية طيه على شفا جرف

الصفحة 69