كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
ومنه : وعليه السلام الطيب الذي لو مر بالبهم لأشرق ، أو بالهشيم لأورق ؛ وكتبها الكريمة إن تأخرت فمأموله ، وإن وصلت فمقبوله ؛ وإن أنبأت بسار ؟ فمشهوره وإن أبأت بشر ؟ فمستوره ؛ وخادمها فلانٌ يخدم مجلسها خدمة الخادم لمخدومه ، ويكرر التسليم على وجهه الكريم المحفوف من كل قلب بحبه ، ومن كل سلام بتسليمه .
وكتب أيضاً : وصل كتاب الحضرة - وصل الله أيامها بحميد العواقب ، وبلوغ المآرب ، وصحبت الدهر على خير ما صحبه صاحب ، وأنهضنا بواجب طاعته ، فإنه بالحقيقة الواجب - وكل واجبٍ غيره غير واجب - من يد فلانٍ ، فرجوت أن يكون طليعةً للاقتراب ، ومبشراً بالإياب ، ومخبرا بعودها الذي هو كعود الشباب لو يعود الشباب ؛ وأعلمني من سلامة جسمها ، وقلبها من همها ؛ ما شكرت الله عليه ، واستدمت العادة الجميلة منه ، وسألته أن يوزعها شكر النعمة فيه ، وعرفت الأحوال جملةً من كتابها ، وكلها تشهد بتوفيق سلطاننا ، وبأيامه التي تعود بمشيئة الله بإصلاح شانه وشاننا ؛ والذي مده ظلا ، يمده فضلا ؛ فالفضل الذي في يديه ، في خلق الله الذي أحالهم في الرزق عليه ؛ فكيفما دعونا له دعونا لأنفسنا ، وكيفما كانت أسنة رماحه فهي نجوم حرسنا ، فلا عدمت أيامه التي هي أيام أعيادنا ، ولا لياليه التي هي ليالي أعراسنا . ومن أجوبته : ورد على الخادم - أدام الله أيام المجلس وصفاها من الأكدار ، وأبقى بها من تأثيراته أحسن الآثار ، وأسمع منه وعنه أطيب الأخبار وجعل التوفيق مقيماً حيث أقام ، وسائراً أينما سار - كتابه الكريم ، الصادر عن القلب السليم ، والطبع الكريم ، والباطن الذي هو كالظاهر كلاهما المستقيم ؛ ولا تزال الأخبار عنا محجمه ، والأحاديث مستعجمه ؛ والظنون مترجحة ، والأقوال مسقمةٌ ومصححه ؛ إلى أن يرد كتابه فيحق الحق ويبطل الباطل ، ويتضح الحالي ويفتضح العاطل ؛ ويعرف الفرق ما بين تحرير قائل ، وتحوير ناقل ؛ فتدعو له الألسنة والقلوب وتستغفر بحسناته الأيام من الذنوب ؛ والشجاعة شجاعتان : شجاعةٌ في القلب وشجاعةً في اللسان ؛ وكلتاهما

الصفحة 7