كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
فلا عدمه الإسلام إماما فاضلا ، وحكما فاصلا ، وساعيا إلى غايات الفضائل واصلا ، وفاعل حسناتٍ صير الحاصل من ثنائه باقيا والباقي من عمله الصالح حاصلا ؛ المجلس - أدام الله أيامه - يعلم أن الأيام مستنى بحد شباتها ، ورمتني عن قوس أذاتها ، وجنتني الحنظل من شجراتها ، والمر من ثمراتها ، وأضرمت من نار ألمى ما لم تطفئه مقلتي بفيض عبراتها
كأني لم اطلع بأفق سمائها . . . ولم أتقلب في ثياب سماتها
ولم أك منها في سويداء قلبها . . . مخايل من هذى العلا وهداتها
- أستغفر الله - فإنها استرجعت ما لم يكن مستحقا ، وأبقت إن شاء الله لمجلسه السامي ما كان حقا ، وأسكنته - أدام الله نعمته - وفلك السعادة شرقا ومطلع الشمس أفقا ، وأحلته من كنف السيادة قلبا ومن رأس الرياسة فرقا
وتطلعه الآمال خير غمامة . . . فتلمعه برقا وتوكفه ودقا
وتبقيه للدين الحنيفي عصمةً . . . وللهدي والإضلال إن أبهما فرقا وتبرزه في صدر كل فضيلة . . . كما بذ شأو الفاضلين بها سبقا
حضر مملوك مولانا الولد وقد رفع من المحامد الشمسية لواء ، والتزم العبودية والإخلاص ولاء ، وعمر الأفنية ودادا والأندية ثناء ؛ وقال : أحسن مولانا حين أساءت الأيام ، وأولى نعمةً حاتميةً وإنها أشرف الإنعام
وما لي لا أثني عليه بصالح . . . وأشكره والشكر بعض حقوقه
وأملأ من حسن الثنا كل مسمع . . . وإني لأخشى بعد إثم عقوقه

الصفحة 72