كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 75 """"""
الطفل والأصيل ، وتشاهد محاسنه المقل أحسن من محاسن بثينة في وجه جميل ؛ وأثنيته التي تنتظم في الأجياد انتظام القلائد ، وترد على الأسماع ورود الهيم على عذاب الموارد ؛ ويوليه من حبه مزية الاختصاص ، ومن موالاته السوانح التي لا تمتد إليها يد الاقتناص ؛ فهو نسيم الأنس ، ومسرة النفس ، وذخر اليوم والأمس ؛ مصعبي الهمم ، مهلبي الشيم ، حاتمي الكرم ؛ فاق أخلاقا ، وراق أعراقا ؛ وسما نفسا ، وطلع في سماء الشرف شمسا
وألفيته في نفسه وولائه . . . وحسن معانيه كما انتظم الدر
وضاع شذا أنفاسه فانتشقته . . . على النأى منه مثلما ابتسم الزهر
ولاحت معاليه بآفاق مجده . . . كما لاح في ليل التمام لنا بدر
لا رحم إتياني إليه ، وإيثار تسليمي عليه ؛ مع أني كنت أعهد له خلوةً حلوةً مع اله ووقفةً على بابه ، والتجاءه في جنح الليل إلى جنابه ، ودمعةً يرسلها إذا استرسل في محرابه ؛ وضراعةً يتابعها خشوعه ، وزفرةً يشتمل عليها قلبه وتفرق عنها ضلوعه
فيا ليت شعري هل أقامت بثينة . . . على عهدها أم قد ثنتها الشواغل
وهل ذلك الود الذي كان بيننا . . . بوادي الخزامى مثل ما كان أول
وكتب إليه - رحمه الله - يستدعى منه ثلاثة أسهم ومليات - وقد أوردنا بعض هذه الرسالة في الفن الأول في السواقي ، ونوردها في هذا الموضع بجملتها

الصفحة 75