كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 80 """"""
ويجريه من ألطافه نحو غاية . . . تبلغه الألطاف حلو مذاقها
ويلبسه فخر السيادة والعلا . . . كما لبست أسماء فخر نطاقها
إن شاء الله تعالى .
ذكر شيء من إنشاء المولى القاضي الفاضل البارع الأصيل الأجل محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر رحمه الله تعالى
كان رحمه الله من أجل كتاب العصر ، وفضلاء المصر ؛ وأكابر أعيان الدول والذي افتخر بوجوده أبناء عصره على الأول ؛ له من النظم الفائق ما راق صناعةً وحسنا ، ومن النثر الرائق ما فاق بلاغةً ومعنى ؛ فقصائده مدونةٌ مشهوره ، ورسائله بأيدي الفضلاء ودفاترهم مسطوره ؛ وكلامه كاد يكون لأهل هذه الصناعة وعليهم حجه ، وطريقه في البلاغة أسهل طريق وفي الفصاحة أوضح محجه ؛ وهو رحمه الله ممن عاصرته ولسوء الحظ لم أشاهد محياه الوسيم ، ولم أفز بالنظر إلى طلاقة وجهه الكريم ؛ والذي أورده من كلامه هو مما نقلته من خطه ، وتلقيته ممن سمعه من لفظه ؛ فمن كلامه - رحمة الله عليه - ما كتبه عن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي - رحمه الله - إلى ملك الغرب ، كتب : تحيات الله التي تتابع وفودها وتتوالى ، وتشرف نجومها وتتلالا ، وتنفق إسرافا ولا تخاف من ذي العرش إقلالا ؛ تخص الحضرة السنية السريه ، العالمية العادلية المستنصريه ؛ ذخيرة أمير المؤمنين ، وعصمة الدنيا والدين ، وعدة الموحدين ؛ لا زالت سماؤها بالعدل مغدقة الأنواء مشرقة الأنوار ، ورياضها بالفضل مورقة الأغصان مونقة الثمار ؛ ولا برحت ضوال الأماني في أبوابها تنشد ، وقصائد

الصفحة 80