كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 81 """"""
القصود في اتصافها تنشد ؛ وسرى الآمال عند صباح أمرها يحمد ، وأحاديث الكرم عن جودها ترسل وإلى وجودها تسند ؛ وسلامه الذي يكاثر نسيم الروض الأنيق ، ويفاخر جديده عتيق المسك وأين الجديد من العتيق ؛ يغاديان تلك الأنداء المباركة مغاداة الغوادي من وابل المطر ، ويراوحانها مراوحة الرقة للأصل والبكر ؛ حيث العزة القعساء يمتد رواقها ، والنعمة الغراء تخصف أوراقها ، والديمة الوطفاء يتوالى إغداقها ، ويتتالى إغراقها ؛ وحيث العدل منشور الجناح ، والحق مشهور السلاح ، والإنصاف مبرور الأقسام لطالبه باقٍ لا يزاح ؛ سجية تتوارث توارث الفخار ، ومزية تستأثر بالهداية استئثار النجوم بالأنوار ، وشيم تستصحب استصحاب الأهلة للإبدار ؛ فلذلك يتلفت الأمل إليها تلفت الساري إلى تبلج الصباح ، ويرتاح إلى تلقي إحسانها ارتياح الظامئ إلى ارتشاف الماء القراح ؛ ويحتمى بها في المطالب احتماء الليث بالغابه ، ويستمد إسعافها استمداد الحديقة من السحابه ؛ ويهز عدلها كما هز الكمى المرهف ، وينبه فضلها تنبيه النسيم جفن الزهر الأوطف ؛ فيناجي بالجؤور ، ويلتمس لها حسن الصنع الذي لا يزال مبتسم الثغور ؛ فمما قص عليه من مناجاته ، وطوى عليه طوية مفاوضاته ؛ أن القاضي زين الدين بن حباسة من بيتٍ أسلف سلفه جميلا ، وغدا هو على مكارمه دليلا ؛ وكان له غلام قد سير معه جملةً . . . والاحتفال الحفي مسئولٌ في تقدمٍ يجيب النجاح داعيه ، ويغدو الفلاح مراوحه ومغاديه ؛ واعتناءٍ يستخلص حقه ممن عليه اعتدى ، ويرى من قبسه نورا يجد به هدى ؛ فببارقةٍ يضيء لديه

الصفحة 81