كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 82 """"""
الحالك ، وبلمحةٍ يهتدي بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك ؛ وما هو إلا رسمٌ يرسم به وقد قرب البعيد ، وآب الشريد ؛ وخاف الخائف ، وكف الجانف ؛ وجمعت الضوال ، وضاق على المختزل واسع المجال ؛ سمهابة قد سكنت القلوب ، وسياسة قوي الطالب بها وضعف المطلوب ، وعزة لا يزال الرجاء ينيب إليها فيما ينوب ؛ وأي مطلب تناجى فيه الآلاء المباركة فلا يصحب قياده ، ويستسقى له مزنٌ ولا تعاهد عهاده ؛ وأي ذاهبٍ لا يسترجع به ولو أنه عشيات الحمى ، وأي فائتٍ لا يرد ولو نه زمن الشبيبة المعسول اللمى ؛ وحسب العاني أن يحط برحابها رحاله ، أو أن يوفد إلى أبوابها آماله ؛ وقد تبادرت إليه المناحج متسابقه ، وانتظمت لديه المصالح متناسقه ؛ فحينئذ يفعم إناء تأميله ، ويستوعب الإحسان لجملة قصده وتفصيله ؛ ويناديه السعد من تلك البقعة المباركه ، فيوافيه التوفيق بصحائف القبول تحملها الملائكة ؛ أمتع الله ببركاتها التي امتد رواقها ، وأنار الحالك إشراقها ؛ ولا زالت يراوحها تسليمٌ عطر النفحه ، وتصافحها تحياتٌ جميلة الصفحه ؛ بمنه وكرمه .
وكتب رسالة صيدية عن السلطان الملك الظاهر إلى الأمير عز الدين الحلى نائب السلطنة بالقلعة
: هذه المكاتبة إلى المجلس لا توارت شموس أنسه ، ولا أذبلت ثمار غرسه ولا برح غده في السعد مربيا على يومه ويومه على أمسه ؛ تتضمن إعلامه بأنا خرجنا إلى

الصفحة 82