كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 84 """"""
وكتب عن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون إلى صاحب اليمن جواب كتابٍ عزى فيه السلطان عن ولده الملك الصالح علاء الدين علي
- وكان الكتاب الذي ورد في ورق أزرق ، وسيره في كيس أطلس أزرق ، والعادة أن يكون في كيس أطلس أصفر - : أعز الله نصرته وأحسن بتسليته الصبر على كل فادح ، والأجر على كل مصاب قرح القرائح ، وجرح الجوارح ، وأوفد من تعازيه كل مسكنٍ طاحت به من تلقاء صنعاء اليمن الطوائح ، وكتب له جزاء المصير عن جارٍ من دمعٍ طافح ، على جارٍ لسويداء القلب صالح ؛ المملوك يخدم خدمة لا يذود المواصلة بها حادث ، ولا يؤخرها عن وقتها أمرٌ كارث ، ولا تنقصها عن تحسينها وترتيبها بواعث الاختلاف ولا اختلاف البواعث ؛ ويطلع العلم الكريم على ورود مثالٍ كريم لولا زرقة طرسه ؛ وزرقة لبسه ، لقال : " وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ " ؛ يتضمن ما كان حدث من رزءٍ تلافاه الله بناسيه ، وتوافى هو والصبر فتولى التسليم تبيين عاسيه وتمرين قاسيه ؛ فشكرنا الله على ما أعطى وحمدناه على ما أخذ ، وما قلنا : هذا جزعٌ قد انتبه إلا وقلنا : هذا تثبتٌ قد انتبذ ، ولا توهمنا أن فلذة كبدٍ قد اختطفت إلا وشاهدنا حولنا من ذريتنا - والحمد لله - فلذ ؛ وأحسنا الاحتساب ، ودخلت الملائكة علينا من كل باب ، ووفانا الله أجر الصابرين بغير حساب ؛ ولنا - والشكر لله - صبرٌ جميلٌ لا ناسف معه على فائت ولا نأسى على مفقود ، وإذا علم الله حسن الاستنامة إلى قضائه والاستكانة إلى عطائه عوض كل يوم ما يقول

الصفحة 84