كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 85 """"""
المبشر به : هذا مولىً مولود ؛ وليست الإبل بأغلظ أكبادا ممن له قلبٌ لا يبالي بالصدمات كثرت أو قلت ، ولا بالتباريح حقرت أو جلت ، ولا بالأزمات إن هي توالت أو تولت ، ولا بالجفون إن ألقت ما فيها من الدموع والهجوع وتخلت ؛ ويخاف من الدهر من لم يحلب أشطره ، ويأسف على الفائت من لا تنتابه الخطوب الخطره ؛ على أن الفادح بموت الولد الملك الصالح - رضي الله عنه - وإن كان منكيا والنائح بشجوه وإن كان مبكيا ، والنائج بذلك الأسف وإن كان لنار الأسى مذكيا ؛ فإن وراء ذلك من تثبيت الله ما ينسفه نسفا ، ومن إلهامه الصبر ما يجدد لتمزيق القلوب أحسن ما به يرفا ؛ وبكتاب الله وبسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) عندنا حسن اقتداء نضرب به عن كل رئاءٍ صفحا ، وما كنا مع الله - والمنة لله - نعطي لمن يؤنب ويؤبن أذنا ولا نعيرها لمن يلحى ؛ إذ الولد الذاهب مر في رضوان الله تعالى سالكا طريقا لا عوج فيها ولا أمتا ، وانتقل سارا بارا صالحا وما هكذا كل الموتى نعيا ولا نعتا ؛ وإن كان نفعنا في الدنيا فها نحن بالصدقات والترحم عليه ننفعه ، وإن كان الولد عمل أبيه - وقد رفع الله روح ولدنا في أعلى عليين تحقق أنه العمل الصالح " والعمل الصالح يرفعه " ؛ وفيما نحن بصدده من اشتغال بالحروب ، ما يهون ما يهول من الكروب ؛ وفيما نحن عاكفون عليه من مكافحات الأعداء ما بين المرء وبين قلبه يحول ، وملهٍ عن تخيل أسف في الخاطر يجول
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا . . . فأهون ما يمر به الوحول
ولنا بحمد الله ذريةٌ دريه ، وعقودٌ والشكر لله كلها دريه
إذا سيدٌ منهم خلا قام سيدٌ . . . قؤولٌ لما قال الكرام فعول