كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
ما منهم إلا من نظر سعده ومن سعده ينتظر ، ومن يحسن أن يكون المبتدا وأن تسد حاله بكفالته وكفايته مسد الخبر والشمس طالعةٌ إن غيب القمر لا سيما من الدين به إذ هو صلاحه أعرف ، ومن إذا قيل لبناء ملكٍ هذا عليه قد وهى قيل : هذا خيرٌ منه من أعلى بناء سعدٍ أشرف ؛ وعلى كل حال لا عدم إحسان المولى الذي يتنوع في بره ، ويعاجل قضاء الحقوق فتساعف مرسومه في توصيله طاعة بحره وبره ؛ وله الشكر على مساهمة المولى في الفرح والترح ، ومشاركته في الهناء إذا سنح ، وفي الدمع إذا سفح ؛ وما مثل مكارم المولى من يعزب مثل ذلك عن علمها ، ولا يعزى إلى غير حكمها وحلمها ؛ وهو - أعزه الله - ذو التجارب التي مخضت له من هذه وهذه الزبده ، وعرضت عليه منهما الهضبة والوهده ؛ والرغبة إلى الله تعالى في أن يجعل تلك المصيبة للرزايا خاتمه وكما لم يجعلها للظهور قاصمة فلا يجعلها لعرا الشكر فاصمه ، وإن يجعلها بعد حمل هذا الهم وفصاله على عليه فاطمه ؛ وأن يحبب إلينا كل ما يلهي عن الأموال والأولاد من غزوٍ وجهاد ، وأن يجعلنا ليس يحد لدينا على مفقود تأدبا مع الله غير السيوف فإنها تعرف بالحداد ، وألا تقصف رماحنا إلا في فودٍ أو في فؤاد ، ولا تحول سروج خيلنا من ظهر جوادٍ في السرايا إلا إلى ظهر جواد ، وألا تشق لدينا إلا أكباد أكناد ، ولا تجز غير شعور ملوك التتار تتوج بها رؤوس الرماح ويصعد بها على قمم الصعاد ؛ والله يشكر للمولى سعي مراثيه التي لولا لطف الله بما صبرنا به لأقامت الجنائز ، واستخفت النحائز ، ولهوت بالنفوس في استعمال الجائز من الأسف وغير الجائز ، ولا شغل الله لب المولى

الصفحة 86