كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
بفادحه ، ولا خاطره بسانحة من الحزن ولا بارحه ولا أسمعه بغير المسرات من هواتف الإبهاج صادحه ؛ بمنه وكرمه .
ومن إنشائه رحمه الله تقليد السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل بولاية عهد السلطنة من أبيه السلطان الملك المنصور - سقى الله عهدهما صوب الرحمة - وهو : الحمد لله الذي لم يزل له السمع والطاعة فيما أمر ، والرضا والشكر فيما هدم من الأعمار وما عمر ، والتفويض إن غابت الشمس وبقى القمر نحمده على أن جعل سلطاننا ثابت الأركان ، نابت الأغصان ، كل رياضة من رياضه ذات أفنان ؛ لا تزعزعه ريحٌ عقيم ، ولا يخرجه رزءٌ عظيم عن الرضا والتسليم ، ولا يعتبط من جملته كريم إلا ويغتبط من أسرته بكريم ؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تزيد قائلها لله تفويضا ، وتجزل له تعويضا وتحسن له على الصبر الجميل في كل خطبٍ جليلٍ تحريضا ؛ ونشهد أن محمدا عبده الذي أنزل في التسلية به : " وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل " والنبي الذي أوضح الله به المناهج وبين السبل ؛ صلى الله عليه وعلى آله ما تجاوبت المحابر والمنابر في البكر والأصل ؛ وما بددت عقود ونظمت ، ونسخت آياتٌ وأحكمت ونقضت أمور وأبرمت ، وما عزمت آراءٌ فتوكلت وتوكلت فعزمت ؛ ورضي الله عن أصحابه الذين منهم من كان للخليقة نعم الخليفة ، ومنهم من لم يدرك أحدٌ في تسويد النفس الحصيفة ولا في تبييض الصحيفة سمده ولا نصيفه ، ومنهم من يسره الله لتجهيز جيش العسرة فعرف الله ورسوله معروفه ، ومنهم من عمل صالحا أرضى ربه فأصلح في ذريته الشريفه ؛ وبعد ، فإن من ألطاف الله بعباده ،

الصفحة 87