كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 88 """"""
واكتناف عواطفه ببلاده ؛ أن جعلنا كلما وهي للملك ركنٌ شديدٌ شيدنا ركنا عوضه ، وكلما اعترضت للمقادير جملةٌ بدلنا آيةً مكان آيةٍ وتناسيا تجلدا تلك الجملة المعترضه ؛ فلم نحوج اليوم لأمسه وإن كان حميدا ، ولا الغارس لغرسه وإن كان ثمره يانعا وظله مديدا ؛ فأطلعنا في أفق السلطنة كوكب سعدٍ كان لحسن الاستخلاف معدا ، ومن لقبيل المسلمين خيرٌ ثواب وخيرٌ مردا ، ومن يبشر الله به الأولياء المتقين وينذر به من الأعداء قوما لدا ، ومن لم يبق إلا به أنسنا بعد ذهاب الذين نحبهم وبقي كالسيف فردا ، والذي ما أمضى حده في ضريبة إلا قد البيض والأبدان قدا ، ولا جهز راية كتيبةٍ إلا
أغنى غناء الذاهبين وعد للأعداء عدا ولا بعثه جزعٌ فقال : كم من أخٍ لي صالحٍ إلا لقيه ورعٌ فقال : وخلقت يوم خلقت جلدا ؛ وهو الذي بقواعد السلطنة الأدري وقوانينها الأعرف ، وعلى الأولياء الأعطف وبالرعايا الأرأف ، والذي ما قيل لبناء ملكٍ : هذا عليه قد وهى إلا وقيل : هذا بناءٌ مثله منه أسمى ملكاً وأشرف ، والذي ما برح النصر يتنسم من مهاب تأميله والفلاح ، ويتبسم ثغره فتتوسم الثغور من تبسمه النجاح ، وينقسم نوره على البسيطة فلا مصر من الأمصار إلا وهو يشرئب إلى ملاحظة جبين عهده الوضاح ويتفق اشتقاق النعوت فيقول التسلي للتملي سواءٌ الصالح والصلاح ؛ والذي ما برح لشعار السلطنة

الصفحة 88