كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 89 """"""
إلى توقله وتنقله أتم حنين ، وكأنما كوشفت الإمامة العباسية بشرف مسماه فيما تقدم من زمن من سلف من حين ، فسمت ووسمت باسمه أكابر الملوك وأخاير السلاطين فخوطب كل ؟ منهم مجازا لا كهذه الحقيقة بخليل أمير المؤمنين ؛ والذي كم جلا بهاء جبينه من بهيم ، وكم غدا الملك بحسن رأيه ويمن آرائه يهيم وكم أبرأ مورده العذب هيم عطاشٍ ولا ينكر الخليل إذا قيل عنه : إنه إبراهيم ؛ ومن تشخص الأبصار لكماله يوم ركوبه حسيره ، وتلقي البنان سلاحها ذهلا وهي لا تدري لكثرة الإيماء إلى جلاله إذا يبدو مسيره ؛ والذي ألهم الله الأمة بجوده ووجوده صبرا جميلا ، وآتاهم من نفاسة كرمه وحراسة سيفه وقلمه تأمينا وتأميلا ، وعظم في القلوب والعيون ، بما من بره سيكون ، فسمته الأبوة الشريفة ولدا وسماه الله : خليلا ؛ ولما تحتم من تفويض أمر الملك إليه ما كان إلى وقته المعلوم قد تأخر ، وتحين حينه فكمل بزيادة كزيادة الهلال حين بادر تمامه فأبدر ؛ اقتضى حسن المناسبة لنصائح الجمهور ، والمراقبة لمصالح الأمور ، والمصاقبة لمناجح البلاد والثغور ، والمقاربة سمن فواتح كل أمرٍ ميسور ؛ أن نفوض إليه ولاية العهد الشريف بالسلطنة الشريفة المعظمه ، المكرمة المفخمة المنظمه ؛ وأن تبسط يده المنيفة لمصافحتها بالعهود ، وتحكيمها في العساكر والجنود ، وفي البحور والثغور وفي التهائم والنجود ؛ وأن يعقد بسيفها وقلمها كل قطع ووصل ، وكل فرعٍ وأصل وكل نصر ونصل ؛ وكل ما يحمى سرحا ، ويهمى منحا ، وفي المثيرات في الإعداء على الأعداء نقعا وفي المغيرات صبحا ؛ وفي المنع والإطلاق ، وفي الإرفاد والإرفاق