كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 91 """"""
إنشاءٍ ولا قلم حساب ، ولا ذوي أنسابٍ ولا ذوي أسباب ؛ إلا وكل ؟ داخلٌ في قبول عقد هذا العهد الميمون ، ومتمسك بمحكم آيات كتابه المكنون والتسليم لنصه الذي شهدته من الملائكة الكرام الكاتبون ؛ وأمست بيعته بالرضوان محفوفه ، والأعداء يدعونها تضرعا وخيفه ، فليشكروا الصنع الذي بعد أن كانت الخلفاء تسلطن الملوك قد صار سلطانهم يقيم لهم من ولاة العهد خليفةً بعد خليفه ؛ وأما الوصايا فأنت يا ولدنا الملك الأشرف - أعزك الله - بها الدرب ولسماع شدوها وحدوها الطرب ، الذي للغو لا يضطرب ؛ فعليك بتقوى الله فإنها ملاك سدادك ، وهلاك أضدادك ؛ وبها يراش جناح نجاحك ، ويحسن اقتداء اقتداحك ؛ فاجعلها دفين جوانح تأملك ووعيك ، ونصب عيني أمرك ونهيك ، والشرع الشريف فهو قانون الحق المتبع ، وناموس الأمر المستمع ؛ وعليه مدار إيعاء كل إيعاز ، وبه يتمسك من أشار وامتاز ، وهو جنة والباطل نار " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " ؛ فلا تخرج في كل حال عن لوازمه وشروطه ولا تنكب عن معلقه ومنوطه ؛ والعدل ، فهو مثمر غروس الأموال ، ومعمر بيوت الرجاء والرجال ، وبه تزكو الأعمار والأعمال ؛ فاجعله جامع أطراف مراسمك ، وأفضل أيام مواسمك ؛ وسم به فعلك ، وسم به فرضك ونفلك ؛ ولا تفرد به فلانا دون فلان ولا مكانا دون مكان ، واقرنه بالفضل ، " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " ؛ وأحسن التخويل ، وأجمل التنويل ، وكثر لمن حولك التموين والتمويل ؛ وضاعف الخير في كل مضافٍ لمقامك ، ومستضيفٍ بإنعامك ، حتى لا يعدم في كل مكان وكل زمان من النعماء ضيافة الخليل ؛ والثغور ، فهي للممالك مباسمها فاجعل نواجذها تفتر عن أحسن ثنايا الصون ، ومراشفها شنبة الشفاه بحسن العون ؛ ومنها