كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 93 """"""
ولك وللمسلمين سرى الدعوات وتأويبها ؛ فوفها نصيبها المفروض غير منقوص ، ومر برفعها وذكر اسم الله فيها حسب الأمر المنصوص ؛ وأخواتها من بيوت الأموال الواجدات الواجبات من حيث أنها كلها بيوتٌ لله هذه للصلاة وهذه للصلات ، وهذه كهذه في رفع المنار ، وجمع المبار ، وإذا كانت تلك مما أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فهذه ترفع ويذكر فيها اسمه حتى على الدرهم والدينار ؛ فاصرف إليها اجتهادك فيما يعود عليها بالتثمير ، كما يعود على تلك بالتنوير ؛ وعلى هذه بإشحانها بأنواع الصروف ، كإشحان تلك باستواء الصفوف ؛ فإنها إذا أصبحت مصونه ، احتملت بحمد الله المعونه وكفلت بالمؤونة وبالزيادة على المؤونه ، فتكمل هذه لكل ولي ؟ دنياه كما كملت تلك لكل ولي ؟ دينه ؛ وحدود الله ، فلا يتعداها أحد ، ولا يرأف فيها ولدٌ بوالد ولا والدٌ بولد ؛ فأقمها وقم في أمرها حتى تنضبط أتم الضبط ، ولا تجعل يد القتل مغلولةً إلى عنقها ولا تبسطها كل البسط ، فلكل ؟ من الجنايات والقصاص شرطٌ شرطه الله وحد ؟ حده فلا يتجاوز أحدٌ ذلك الحد ولا يخرج عن ذلك الشرط ؛ والجهاد فهو الديدن المألوف من حين نشأتنا ونشأتك في بطون الأرض وعلى ظهور الخيل فمل على الأعداء كل الميل ، وصبحهم من فتكاتك بالويل بعد الويل ، وارمهم بكل شمري ؟ قد شمر من يده عن الساعد ومن رمحه عن الساق ومن جواده الذيل ؛ واذهب بهم في ذلك كل مذهب ، وأبن بنجوم الخرصان كل غي ؟ وغيهب وتكثر في غزوهم من الليل بكل أدهم ومن الشفق بكل أحمر وأشقر ومن الأصيل بكل أصفر ومن الصبح بكل أشهب ، وانتهب أعمارهم واجعلها آخر ما يسلب وأول ما ينهب ؛ ونرجوا أن يكون الله قد خبأ لك من الفتوحات ما