كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 94 """"""
يستنجزها لك صادق وعده ، وأن ينصر بك جيوش الإسلام في كل إنجاد وإتهام وما النصر إلا من عنده ؛ وبيت الله المحجوج من كل فج ، المقصود من كل نهج ؛ يسر سبيله ، ووسع الخير وأحسن تسبيله ، وأوصل من برك لكل ؟ من الحرمين ما هو له ، لتصبح ربوعه بذلك مأهوله ؛ واحمه ممن يرد فيه بإلحادٍ بظلم ، وطهره من كل مكسٍ وغرم ؛ ليعود نفعك على البادي والعاكف ، ويصبح واديه وناديه مستغنين بذلك عن السحاب الواكف ؛ والرعايا ، فهم للعدل زروع ، وللاستثمار فروع ، ولاسلتزام العمارة شروع ؛ فمتى جادهم غيثٌ أعجب الزراع نباتهم ، ونمت بالصلاح أقواتهم ، وصلحت بالنماء أوقاتهم ، وكثرت للجنود مستغلاتهم ، وتوافرت زكواتهم ، وتنورت مشكاتهم " والله يضاعف لمن يشاء " ؛ هذا عهدنا للسيد الأجل الولد الملك الأشرف صلاح الدنيا والدين ، فخر الملوك والسلاطين ، خليل أمير المؤمنين - أعزنا الله ببقائه - فليكن بعروته متمسكا ، وبنفحته متمسكا ؛ وليتقلد سيف هذا التقليد ، ويفتح مغلق كل فتحٍ منه بخير إقليد ، وها نحن قد كثرنا لديه جواهره فدونه ما يشاء تحليته : من تتويج مفرقٍ وتخنيم أنامل وتسوير زندٍ وتطويق جيد ، ففي كل ذلك تبجيلٌ وتمجيد ؛ والله تعالى يجعل استخلافه للمتقين إمام ، وللدين قواما ، وللمجاهدين اعتصاما ، وللمعتدين انفصاما ، ويطفئ بمياه سيوفه نار كل خطب حتى تصبح كما أصبحت نار سميه ( صلى الله عليه وسلم ) بردا وسلاما ؛ إن شاء الله تعالى . لت بالمؤونة وبالزيادة على المؤونه ، فتكمل هذه لكل ولي ؟ دنياه كما كملت تلك لكل ولي ؟ دينه ؛ وحدود الله ، فلا يتعداها أحد ، ولا يرأف فيها ولدٌ بوالد ولا والدٌ بولد ؛ فأقمها وقم في أمرها حتى تنضبط أتم الضبط ، ولا تجعل يد القتل مغلولةً إلى عنقها ولا تبسطها كل البسط ، فلكل ؟ من الجنايات والقصاص شرطٌ شرطه الله وحد ؟ حده فلا يتجاوز أحدٌ ذلك الحد ولا يخرج عن ذلك الشرط ؛ والجهاد فهو الديدن المألوف من حين نشأتنا ونشأتك في بطون الأرض وعلى ظهور الخيل فمل على الأعداء كل الميل ، وصبحهم من فتكاتك بالويل بعد الويل ، وارمهم بكل شمري ؟ قد شمر من يده عن الساعد ومن رمحه عن الساق ومن جواده الذيل ؛ واذهب بهم في ذلك كل مذهب ، وأبن بنجوم الخرصان كل غي ؟ وغيهب وتكثر في غزوهم من الليل بكل أدهم ومن الشفق بكل أحمر وأشقر ومن الأصيل بكل أصفر ومن الصبح بكل أشهب ، وانتهب أعمارهم واجعلها آخر ما يسلب وأول ما ينهب ؛ ونرجوا أن يكون الله قد خبأ لك من الفتوحات ما يستنجزها لك صادق وعده ، وأن ينصر بك جيوش الإسلام في كل إنجاد وإتهام وما النصر إلا من عنده ؛ وبيت الله المحجوج من كل فج ، المقصود من كل نهج ؛ يسر سبيله ، ووسع الخير وأحسن تسبيله ، وأوصل من برك لكل ؟ من الحرمين ما هو له ، لتصبح ربوعه بذلك مأهوله ؛ واحمه ممن يرد فيه بإلحادٍ بظلم ، وطهره من كل مكسٍ وغرم ؛ ليعود نفعك على البادي والعاكف ، ويصبح واديه وناديه مستغنين بذلك عن السحاب الواكف ؛ والرعايا ، فهم للعدل زروع ، وللاستثمار فروع ، ولاسلتزام العمارة شروع ؛ فمتى جادهم غيثٌ أعجب الزراع نباتهم ، ونمت بالصلاح أقواتهم ، وصلحت بالنماء أوقاتهم ، وكثرت للجنود مستغلاتهم ، وتوافرت زكواتهم ، وتنورت مشكاتهم " والله يضاعف لمن يشاء " ؛ هذا عهدنا للسيد الأجل الولد الملك الأشرف صلاح الدنيا والدين ، فخر الملوك والسلاطين ، خليل أمير المؤمنين - أعزنا الله ببقائه - فليكن بعروته متمسكا ، وبنفحته متمسكا ؛ وليتقلد سيف هذا التقليد ، ويفتح مغلق كل فتحٍ منه بخير إقليد ، وها نحن قد كثرنا لديه جواهره فدونه ما يشاء تحليته : من تتويج مفرقٍ وتخنيم أنامل وتسوير زندٍ وتطويق جيد ، ففي كل ذلك تبجيلٌ وتمجيد ؛ والله تعالى يجعل استخلافه للمتقين إمام ، وللدين قواما ، وللمجاهدين اعتصاما ، وللمعتدين انفصاما ، ويطفئ بمياه سيوفه نار كل خطب حتى تصبح كما أصبحت نار سميه ( صلى الله عليه وسلم ) بردا وسلاما ؛ إن شاء الله تعالى . وكلامه رحمه الله كثير ورسائله مشهورة ، وبيد الناس من إنشائه ما لو استقصيناه لطال وانبسط ، وقد قدمنا في كتابنا هذا من كلامه في باب التهاني بالفتوح ما تجده في موضعه

الصفحة 94