كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
ونختم كلامه بشيء من أدعية الملوك ، وهي : ومكن الله له في الأرض ، وجعل طاعته واجبةً وجوب الفرض ، وأيد آراءه بالملائكة في الحل والعقد والإبرام والنقض .
آخر : وأنجز له من النصر صادق وعده ، وجعل الملوك من عبيده والملائكة من جنده ، ومتعه بما وهبه من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده .
آخر : وحفظه بمعقبات من أمره ، وحمى حمى الدين بقصار بيضه وطوال سمره ، وجعل قدر مملكته في الدهر كليالي قدره ، وألبس أولياءه من طاعته ما يجرون أذيال فخره .
آخر : ولا زالت الدنيا بعدله مخضرة الوهاد والربا ، والامال بفضله قائلا لها النجح : مرحبا ، والأقدار لنصره مسددة السهام مرهفة الظبا ، والأيام لا تعدم من جميل أثره وجليل تأثيره فعلا مطربا ، ووصفا مطيبا . وجعلت ملكه موصولا بحبل لا يحل عقده ، وحرمه محروسا بسيف التوفيق لا يفل حده . ولا زالت راياته ألسنةً تنذر أعداءه بالفرار ، وتبشر أولياءه بالقرار ، وآراؤه أعلاما عالية المنار واضحة الأنوار . وأنجز له عداته في عداته ، وجعل النصر والتوفيق مصاحبين لآرائه وراياته . وأناله النصر الذي يغنيه عن الحيلة والحول ، وعقد السعد بعرا ما يمضيه من الفعل والقول ، وبوأ النصر أولياءه جنةً من النصر ما فيها غائلة وجنةً من العز ما فيها غول . وقصم بمهابته كل جبار عنيد ، وعصم كل من يأوي من رجائه إلى ركن شديد . وآتاه من التأييد سلطانا نصيرا ، وجعل جيشه أكثر قوىً وأقوى نفيرا . ولا زالت الآمال بسحابه مخضرة الربا والوهاد ، والتأييد بتمكينه مناديا في كل ناد ، والدنيا بملكه مسرورة الأسرار حالية الأجياد ، والأقدار لأمره متكلفةً بالنفاد . وطرز بأيامه ملابس السير ، وأحل أمره أعلى هضبات النصر والظفر ، وحلى أجياد الممالك من عدله وبذله بأشرف

الصفحة 95