كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 97 """"""
بهذه الأوصاف التي
خليت والحسن تأخذه . . . تنتقي منه وتنتخب هو لسان الدولة ويمينها ، وسفير المملكة وأمينها ؛ وجامع أشتات الفضائل ، وناظم أخبار الأواخر وسير الأوائل ؛ وسيد الرؤساء وجليس الملوك ، ومؤلف كتاب نظم السلوك ؛ المولى المالك علاء الدين علي ابن المولى المرحوم فتح الدين محمد ابن المولى المرحوم محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر ، ذو الفضائل والمآثر ، والنسب العريق والأصل الطاهر ، والسبب الوثيق والفضل الباهر ؛ فهذه نبذة من أوصافه أثبتناها ، ولمعة من محاسنه أوردناها ، أسامٍ لم تزده معرفةً وإنما لذةً ذكرناها ؛ وله - أعزه الله وأوفر نعمه لديه ، وأتم نعمته عليه كما أتمها على أبويه ؛ وأرانا في نجله الكريم ما رأيناه في سلفه وفيه ، وأنطق الواصف لمحاسنهم بملء فيه - من الرسائل البليغه ، والتقاليد البديعه ؛ والعهود التي عاهدتها البلاغة ألا تتعداها فوفت بعهدها ، وأقسمت معانيها أنها لم تقصد سواه من قبل لعلمها أن غيره لا يوفيها حق قصدها ؛ وسنورد إن شاء الله من كلامه ما هو بالنسبة إلى مجموعة نبذةٌ يسيره ، ونرصع في كتابنا هذا من فضائله لمعةً خطيره ؛ ونرفع بما نضعه فيه من كلامه قدر هذا التصنيف ، ونطرز به أردان هذا التأليف ، ولا نحتاج إلى التعريف بماكنه وتمكنه من هذه الصناعة فالشمس تستغني عن التعريف ؛ ونح الآن نعتذر من التقصير في الانتهاء إلى وصف محاسنه ، ونعترف بالعجز عن إدراك كنه مناقبه الشريفة وميامنه ؛ ونأخذ في ذكر كلامه لنمحو ذنب التقصير بحسن الإخبار ، ونسأل الصفح عن اختصارنا واجب حقه ونرجوا قبول كلمات الاعتذار فم إنشائه ما كتبه عن الخليفة المستكفي بالله أبي الربيع سليمان - جمل الله به الدين ، وأيد ببقائه الإسلام والمسلمين - للسلطان الملك المظفر ركن الدين بيبرس المنصوري في شوال سنة ثمان وسبعمائة ، ابتدأه بأن قال : هذا عقودٌ شريف انتظمت به عقود مصالح الممالك ، وابتسمت ثغور الثغور ببيعته التي شهدت بصحتها الكرام الملائك ؛ وتمسكت النفوس بمحكم عقده النضيد