كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 98 """"""
ومبرم عهده النظيم ، ووثقت الآمال ببركة ميثاقه فتقرأه الألسنة مستفتحةً فيه بقول الله الكريم : " إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله الذي جعل الملة الإسلامية تأوي من سلطانها إلى ركنٍ شديد ، وتحوي من مبايعة مظفرها كل ما كانت ترومه من تأبيد التأييد ، وتروي أحاديث النصر عن ملكٍ لا يمل من نصرة الدين الحنيفي وإن مل الحديد من الحديد ؛ مؤتى ملكه من يشاء من عباده وملقي مقاليده للمولى الملي بقمع أهل عناده ؛ ومانحه من لم يزل بعزائمه ومكارمه مرهوبا مرغوبا ، وموليه من غدا محبوا من الأنام بواجب الطاعة محبوبا وباسط أيدي الرغبات لمن حكم له كمال وصفه ووصف كماله بأن يكون مسئولا مخطوبا ومفوض أمره ونهيه إلى من طالما صرف خطيه عن حمى الدين أخطارا وخطوبا ؛ والحمد لله مجري الأقدار برفع الأقدار ، ومظهر سر الملك فيمن أضحى عند الإمامة العباسية بحسن الاختيار من المصطفين الأخيار ، جامع أشتات الفخار ، ورافع لواء الاستظهار ، ودافع لاواء الأضرار ، بجميل الالتجاء إلى ركنٍ أمسى بقوة الله تعالى عالي المنار وافي المبار ، بادي الآثار الجميلة في الإيثار ؛ والحمد لله على أن قلد أمور السلطنة الشريفة لكافلها وكافيها ، وأسند عقدها وحلها لمن يدرك بكريم فطنته وسليم فطرته عواقب الأمور من مباديها ، وأيد الكتائب الإيمانية بمن لم تزل عواليه تبلغها من ذرا الأماني معاليها ؛ يحمده أمير المؤمنين على إعلاء كلمة الإيمان بأعيان أعوانها ، وإعزاز نصرها بأركان تشييدها وتشييد أركانها ؛ ويشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا تبرح الألسن ترويها ، والقلوب تنويها ، والمواهب تجزل لقائلها تنويلا وتنويها ؛ يشهد أن محمدا عبده ورسوله أكمل نبي ؟ وأفضل مبعوث ، وأشرف مورثٍ لأجل موروث ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تنمو بركاتها وتنم ، وتخص حسناتها وتعم ؛ ورضي الله عن عمه العباس بن عبد المطلب جد أمير المؤمنين ، وعن أبنائه الأئمة المهديين ؛ الذين ورثوا الخلافة كابرا عن كابر ، وسمت ووسمت بأسمائهم ونعوتهم ذرا المنابر ؛ أما بعد ، فإن الله تعالى لما عدق لمولانا أمير المؤمنين مصالح الجمهور وعقد له البيعة في أعناق

الصفحة 98