كتاب فتاوى ومسائل (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الرابع)

وجواب هذه الشبهة الجاهلة، الظالمة الفاسدة، من وجوه:
الأول: أن يقال: معلوم أن القرآن نزل بأسباب، فإن كان لا يستدل به إلا في تلك الأسباب، بطل استدلاله بالقرآن 1؛ وهذا خروج من الدين.
الثاني: أنك تقول: لا يجوز تفسير القرآن2، فكيف فسرت هذه الآية بأنها خاصة بابن الأشرف؟
الثالث: 3 من نقلت عنه من العلماء أن الآية إذا نزلت في رجل كافر أنها لا تعم من عمل بها من المسلمين؟ من قال بهذا القول قبلك؟ وعمن نقلته؟
الرابع: أن هذا خروج من الإجماع، فما زال العلماء من عصر الصحابة فمن بعدهم يستدلون بالآيات التي نزلت في اليهود وغيرهم على من يعمل بها؛ ولكن هذا شأن الجاهلين الظالمين 4 الذين يحاجون 5 في الله من بعد ما استجيب له، حجتهم داحضة عند ربهم، وعليهم غضب، ولهم عذاب شديد.
فأما الكلام في الطواغيت، مثل: إدريس وآل شمسان، فالكلام على هذا طويل. ولكن هؤلاء الذين يخاصمونك لا يعبؤون بكلام الله ولا كلام
__________
1 في طبعة الأسد ساقطة، وكذا في طبعة أبا بطين.
2 في طبعة الأسد: (لا يجوز لنا تفسير القرآن) ، وكذا في طبعة أبا بطين.
3 في طبعة أبا بطين ساقطة كلمة: (الثالث) .
4 في طبعة الأسد: (ولكن هؤلاء الجاهلون الظالمون) ، وكذا في طبعة أبا بطين.
5 في طبعة أبا بطين: (يحاولون) .

الصفحة 24